كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الجواب على ادعاء الفقيه ظهور المنكرات في بلد الإمام #]

صفحة 301 - الجزء 4

  وهل بلغه منا، أنا لاَيَمْنَا المعاصي وأربابها من لدن الطفولية إلى وصوله إلى صعدة؛ ثم استحدثنا هذا الناموس، ليقال ما قال، فما كان أغناه من تصنيف يمقته فيه من سمعه.

  وأما الأمر بالصلاة فما به بلد ظهرت كلمتنا فيه، إلا أمرناهم بالصلاة أمراً مستمراً، وظهرت منهم الطاعة والرغبة في ذلك، ولم يلجنا منها ملج إلى إظهار العقوبة، بأن يقول لا أفعل، ولا يمكنا من حراستهم، كما ذكر الفقيه أنه حصل له العلم بذلك، ولا من ديننا حمل من ظاهره السلامة إلا على السلامة، وهذا فرض الله ø على عباده.

  وأما قوله: إنهم ينتهكون الحرمات - فلا ندري أراد النواب أو عامة أهل البلاد، ولكلٍّ جواب؛ فإن أراد النواب فالمعلوم من ظاهرهم غير ما حكى، يعلم ذلك من شاهدهم ضرورة؛ إذ الوالي في صعدة حرسها الله تعالى كان أحمد بن حجلان | وكان من فضلاء المسلمين علماً وعملاً، وورعاً وعبادة.

  ثم بعد أن مضى إلى رحمة الله، ولينا مجدالدين - قدس الله روحه الطاهرة - من السلالة الطاهرة، من عرف بالصلاح طفلاً وناشئاً، وكان في أمر الله ماضياً.

  ثم الولاة اليوم شيخ آل الرسول الداعي إلى الله بدر الدين وولده تاج الدين، فشرفهم وورعهم أشهر من أن تنصب عليه البراهين.

  وإن أراد عامة أهل البلاد فأحوالهم مختلفة، منهم من لا يعلم منه إلا الصلاح أولاً وآخراً قبل الدولة ومعها، ومنهم من كان يألف المعاصي ففطمته يد الحق وسطوته.

  وإن أراد الإمام؛ لأنه لم يبق عنده من الحرمة ما يمنع⁣(⁣١) أن يعتقد فيه تحسين ظن أو محبة - فالخلق عالمون بخلاف قوله، وأنا نشأنا على الطهارة تربية، واستمررنا عليها عادة، ثم لزمناها بعد ذلك طاعة ومعرفة، ونابذنا عن الدين،


(١) بين السطور في (نخ): يوجب (ظ).