كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر ضلال معاوية]

صفحة 336 - الجزء 4

  قد بينا أن المراد بذلك الدعاء إلى الكفار وسنقيم الأدلة على أن الباغي من المسلمين ليس بكافر من الكتاب والسنة وقول علي #.

  فالجواب [المنصور بالله]: أنا قد بينا ما قيل في الآية، وبينا صحة طرق روايتنا في ذلك، فلا وجه لإعادة شيء منه، وما وعد به من الدلالة على أن البغاة لا يسمون كفاراً فلا بد من الكلام على ما يورده من حيث يجب إن شاء الله تعالى.

[ذكر ضلال معاوية]

  ثم قال [أي الفقيه]: وأما قوله [أي القرشي]: سيلي أمر أمتي رجل وهو ضال، يشير إلى معاوية ومن يجري مجراه - فمن سلّم لك أولاً صحة هذا الحديث، وأنت تحتاج في تصحيحه إلى مؤنة لا تقدر على القيام بها.

  فالجواب [المنصور بالله]: أنَّ من العجائب أن يطالب بتصحيح المقدر غير الواقع المقطوع به، فإنه قال في معارضته: لو قال كذا فأغفل لو وسأل عن التحقيق، وهذا منه غلط ظاهر أو كفر متظاهر.

  على أنا لما نظرنا في كلام الفقيه، وكثرة ذبه عن حوزة معاوية في كثير من المواضع، دعانا ذلك إلى أن نحكي له بعض ما صحت لنا روايته في ذلك:

  أخبرنا الفقيه الأجل الحافظ تاج الدين أحمد - واسمه أيضاً زيد - بن أحمد بن الحسن - أسعده الله - إجازة، عن السيد الأجل مجدالدين، عن عمه⁣(⁣١)، عن الحاكم مصنف كتاب سفينة العلوم، أنه ذكر فيه رافعاً له إلى النبي ÷ أنه قال: «إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاضربوا عنقه»، رواه جماعة منهم: أبو سعيد الخدري، وجابر بن عبدالله الأنصاري، وحذيفة بن اليمان، وعبدالله بن مسعود⁣(⁣٢). قال الحسن البصري: فلم يفعلوا فأذلهم الله.


(١) تقدمت ترجمتهما بظاهر صفحة (٣٤٣). تمت.

(٢) قال ¥ في التعليق: ورواه نصر بن مزاحم بسنده إلى ابن مسعود قاله ابن أبي الحديد، وقال: نصر من المحدِّثين وليس من الشيعة، تمت. وروى الذهبي في الميزان: «إذا ارتقى معاوية منبري فاقتلوه»، =