كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[فائدة]

صفحة 351 - الجزء 4

  ثم قال علي #: انظروا رحمكم الله ماذا تُؤمرون به فامضوا له؛ فإن العالم أعلم بما يأتي من الجاهل الخسيس الأخس، فإني حاملكم إن شاء الله تعالى إن أطعتموني على سبيل الجنة، وإن كان ذا مشقة شديدة ومرارة عتيدة، والدنيا حلوة والحلاوة لمن اغتر بها من أهل الشقوة، إن جيلاً من بني إسرائيل أمرهم نبيهم أن لا يشربوا من النهر، فلجوا في ترك أمره فشربوا منه إلا قليلاً منهم؛ فكونوا رحمكم الله من أولئك.

  وأما عائشة فأدركها رأي النساء وشيء كان في نفسها عليّ، فغلى في جوفها كالمرجل، ولو دُعِيَت لتنال من غيري ما أتت إليّ لم تفعل، ولها بَعدُ حرمتها والحساب إلى الله.

  فرضي أصحابه وسلموا بعد اختلاط شديد وقالوا: يا أمير المؤمنين حكمت فينا والله بحكم الله غير أنا جهلنا، ومع جهلنا لم نأت ما يكره أمير المؤمنين، وقال في ذلك ابن يساف الأنصاري الأوسي:

  إنّ رَأْياً رأيتُمُوهُ سِفَاهاً ... لَخَطَأ الإيرادِ والإِصْدَارِ

  ليسَ زَوْجُ النبيِّ تُقْسَمُ فَيّاً ... ذاكَ زَيْغُ القلوبِ والأبْصَارِ

  فَاقْبَلُوا الأمرَ ما يقولُ عَلِيٌّ ... لا تَنَاجَوا بالإثمِ في الإِسْرَارِ

  ليسَ مَا ضَمَّتِ البيُوتُ بِفَيءٍ ... إنَّمَا الْفَيُّ ما تَضُمُّ الأُوَارِي

  مِنْ كُرَاعٍ في عَسْكَرٍ وسِلاحٍ ... ومَتَاعٍ تَبِيعُ أيْدي التُّجَارِ

  ليسَ في الْحَقِّ قَسْمُ ذاتِ نِطَاقِ ... لا ولا أخْذُنا لِذاتِ خِمَارِ

  ذَاكُم فيِّكُم خذوهُ فَقُولُوا ... قدْ رضينا لا خَيْر في الإكثارِ

  إنَّها أُمُّكُمْ وإنْ عَظُمُ الْخَطْـ ... ـبُ وجاءت بِزَلَّةٍ وعِثَارِ

  إنْ يَكُن قَادَها الزُّبَيرُ إلى الغَـ ... ـيِّ وغُرتْ بِطَلْحَةَ الْغَرَّار