[ذكر شيء مما أمره إلى الإمام وفي إجابة الداعي]
  عن القتال، وغير مريدين له بحال من الأحوال؛ لما ذكرنا من حديث علي # في أهل صفين، ففي الآية صفة الدعاء إلى القتال، وقد بان أنه على غير الوجه الذي ذكره وفرض وجوده، فدل على أنه دعاء الإمام الحق.
  فالجواب [المنصور بالله]: أن دعواه بأن علياً # منع من الأخذ من أموال أهل صفين، لا يصح، لأنه قال: روى الطبري ولم يقل: روينا بالإسناد إلى الطبري؛ ثم يذكر تبليغ الطبري إلى من يبلغ إليه حاكياً عن علي #.
  ونحن نروي بالإسناد الموثوق به من طريق الفقيه الحافظ تاج الدين أحمد بن أحمد بن الحسن البيهقي يبلغ به السيد أبا طالب # أنه روى في شرح التحرير الجامع، يبلغ به أبا مخنف، في قصة بعض من برز يوماً من أيام صفين من موالي بني أمية للقتال، فبرز إليه كيسان مولى علي # فاختلفا ضربتين فقتله مولى بني أمية، فحمل عليه علي # فوقعت يده في جيب درعه ثم حمله على عاتقه.
  قال الراوي: كأني أنظر إلى رجليه يختلفان، فضرب به الأرض فكسر منكبيه وعضديه، وشد ابناه الحسين ومحمد @ بأسيافهما فضرباه حتى قتلاه، والحسن # قائم على رأسه، فقال له علي #: يا بني ما منعك أن تفعل ما فعل أخواك؟ فقال: كفياني يا أمير المؤمنين.
  فدل هذا الخبر على جواز الإجازة على الجريح، فإن الحسين ومحمداً أجازا عليه بعدما انكسر منكباه وعضداه من ضرب علي # به؛ ثم قال علي # للحسن: ما منعك أن تفعل كما فعل أخواك؟ فقال: كفياني يا أمير المؤمنين وكرهت إفرادك، وقد ذكرنا هذا فيما تقدم؛ فلما ذكر ما يوجب ذكره كررناه.
  وأخبرنا الشيخ الأجل عمدة المتكلمين محيي الدين محمد بن أحمد بن الوليد القرشي، قال أخبرنا القاضي الأجل جعفر بن أحمد بن عبدالسلام بن أبي يحيى | قال: أخبرنا القاضي الإمام أحمد بن الحسن الكني - أسعده الله - قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد فخر الدين أبو الحسن زيد بن الحسن بن علي البيهقي