كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بطلان دليل خلافة أبي بكر بخبر الصلاة]

صفحة 388 - الجزء 4

  فهذا حديث فيه دليل على أن معاوية لا يحيا حياة رسول الله ÷ ولا يموت موتته ولا يدخل الجنة؛ فمن أين لفقيه الخارقة ما رام.

  ثم ذكر في هذا الحديث أوصياءه وهم أولاده؛ لأنه أوصى إليهم إقامة الدين، فحفظوا وصيته وثبتوا تحت ظلال الألوية حتى لقوا الله تعالى صابرين، وقد أعلمه الله ø أن الأمة تظلمهم وتقتلهم فقد علمت ما قال فيهم.

  واختلف اعتقاده واعتقاد الفقيه في الشفاعة لأن رسول الله ÷ دعا أن لا ينيلهم الله شفاعته، والفقيه ذكر أنها تكون لأرباب الكبائر والمعاصي والقبائح والمخازي، ولا شك أن دعاء رسول الله ÷ لا يرد فإذا لا شفاعة لأعداء ذريته بحال من الأحوال، ولا يُقْبِل الله ø عليهم، ولا يكلمهم، ولهم عذاب أليم وخزي مقيم.

  فكيف يثبت الفقيه له الخلافة بعد تخلي الحسن # من التصرف، بخذلان الأمة له، وهو إمام بنص رسول الله ÷ قام أو قعد، فلو كان معاوية صالحاً ولم يتلبس من عداوة علي # وسبه وبغضه بما تلبس به؛ لما صح أن يكون إماماً، فكيف وهو على ما هو عليه.

[بطلان دليل خلافة أبي بكر بخبر الصلاة]

  وأما قوله [أي الفقيه]: قال القدري: وأما ما احتج به مما روته عائشة من أمره ÷ بالصلاة بالناس وهي تتعوذ من ذلك، قال: ورواه الترمذي.

  قال [أي: القرشي]: فالكلام عليه من وجوه:

  منها: أن هذا الخبر من أخبار الآحاد، فلا يصح التعلق به في باب الإمامة.

  ومنها: أن مع كونه من أخبار الآحاد فإن نقله يرجع إلى عائشة وحفصة، وهما


= وروى بإسناده عن جعفر بن محمد # قال: (نزلت الآية {أَطِيعُوا اللَّهَ} ... الخ في علي والحسن والحسين). وروى الناصر الاطروش عن جعفر بن محمد لما سُئل عن ذلك: (قال: هم علي، والحسن، والحسين، وذريتهم $). ذكره أبو القاسم البستي في كتابه الباهر، تمت شرح أساس للشرفي |.