[إيراد بعض أخبار السقيفة وليس فيها الاحتجاج بإمامة أبي بكر في الصلاة]
= العاص، والعباس بن عبد المطلب، وبنوه، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وجميع بني هاشم. وقالوا: إن الزبير شهر سيفه، فلما جاء عمر ومعه جماعة من الأنصار وغيرهم، قال فيما قال: خذوا سيف هذا فاضربوا به الحجر. وساقهم كلهم بين يديه إلى أبي بكر فحملهم على بيعته، ولم يتخلف إلا علي # وحده فإنه اعتصم ببيت فاطمة &، فتحاموا إخراجه منه قسراً، وقامت فاطمة على باب البيت فأسمعت من جاء يطلبه فتفرقوا عنه، وعلموا أنه بمفرده لا يضر شيئاً فتركوه. وقيل: إنهم أخرجوه فيمَنْ أُخْرِج، وحمل إلى أبي بكر فبايعه. وقد روى أبو جعفر الطبري كثيراً من هذا.
وقال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: إن الأنصار لما فاتها ما طلبت من الخلافة قالت - أو قال بعضها -: لا نبايع إلا علياً. وذكر نحو هذا علي بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير الموصلي في تاريخه.
فأما قول علي #: (لم يكن لي معين إلا أهل بيتي فظننت بهم عن الموت) فقولٌ ما زال علي # يقوله. ولقد قال عقيب وفاة رسول اللَّه ÷: (لو وجدت أربعين ذوي عزم الخ) ذكر ذلك نصر بن مزاحم في كتاب صفين وذكره كثير من أرباب السيرة.
وأما الذي يقوله جمهور المحدثين، وأعيانهم: فإنه # امتنع من البيعة سته أشهر، ولزم بيته فلم يبايع حتى ماتت فاطمة &، فلما ماتت بايع طوعاً.
وفي صحيحي مسلم، والبخاري: كانت وجوه الناس إليه، وفاطمة باقية بَعْدُ؛ فلما ماتت فاطمة انصرفت وجوه الناس عنه، وخرج من بيته فبايع أبا بكر، وكانت مدة بقائها بعد أبيها ستة أشهر [الذي في صحيح البخاري ومسلم: فالتمس مصالحة أبي بكر. البخاري كتاب المغازي رقم (٣٩١٣)، مسلم كتاب الجهاد والسير رقم (٣٣٠٤)].
وروى أبوجعفر الطبري عن ابن عباس خطبة عمر التي فيها: (إن بيعة أبي بكر كانت فلتة) [البخاري كتاب الحدود رقم (٦٣٢٨)، مسلم كتاب الحدود رقم (٣٢٠١)، الترمذي كتاب الحدود رقم (١٣٥٢)، أبو داود كتاب الحدود (٣٨٣٥)].
ومنها قول عمر في شرح قصة السقيفة فقال: (إن علياً والزبير تخلفا عنا في بيت فاطمة، ومن معهما، وتخلف عنا الأنصار إلخ).
وقال ابن أبي الحديد: ومن كتاب معاوية المشهور إلى علي #: (وأعهدك أمس تحمل قعيدة بيتك ليلاً على حمار، ويداك في يد ابنيك الحسن والحسين يوم بويع أبو بكر الصديق، فلم تدع أحداً من أهل بدر والسوابق إلا دعوتهم إلى نفسك، ومشيت إليهم بامرأتك، وأدليت إليهم بابنيك، واستنصرتهم على صاحب رسول اللَّه ÷، فلم يجبك منهم إلا أربعه أو خمسة، ولعمري لو كنت محقاً لأجابوك ... إلى قوله: ومهما نسيت فلا أنسى قولك لأبي سفيان لما حرَّكك: لو وجدت أربعين ذوي عزم منهم لناهضت القوم إلخ).
وخطبة عمر التي فيها: (إن بيعة أبي بكر كانت فلتة، وإن علياً والزبير تخلفا، وإن الأنصار تخلفت عنا) =