كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[تابع بطلان ولاية أبي بكر]

صفحة 465 - الجزء 4

  على أنا نروي هذا الخبر بالطريق المتقدمة في الخبر الذي قبله من طريق صاحب المحيط بأصول الإمامة يبلغ به السيد أبا الحسين علي بن أبي طالب الحسني، قال: أخبرنا الشريف أبو الحسين زيد بن إسماعيل، قال: أخبرنا أبو العباس الحسني، قال: أخبرنا علي بن الحسين⁣(⁣١) بن سليمان البجلي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، عن علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن زيد بن علي # أنه سئل عن صلاة أبي بكر في مرض النبي ÷ فقال: ما أمر النبي ÷ أبا بكر أن يصلي بالناس.

  وهذا الإطلاق منه # محمول على أنها قد صحت له الرواية، وهو أقرب عهداً بالنبي ÷ وأقرب إلى معرفة ما جرى في تلك المقامات.

  فكيف يستجيز الفقيه أن يقول: إن زيد بن علي # لم يعلم ذلك، وَعَلِمَهُ الفقيه، ولا خبرة له به، والمرء عدو ما جهل، ولعل العلم معدنه عند الفقيه ما يستمد به أهل بيت النبي ÷ بل سائر العلماء؛ بل هذا من العجب المفرط، والجهل الزائد، والبغض الكامن الذي كان كتمانه له أصلح من إظهاره.

  وأما قوله [أي الفقيه]: وقد صح من طرق شتى.

  فالجواب [المنصور بالله]: أن طرقه فيها من الاحتمالات أكثر مما نقده على إمام الأبرار #؛ منها: أن نبيط بن شريط مجهول وهو أحد رواته، وذكر في هذا الطريق: «مروا بلالاً فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس» أو قال: «للناس» وكرر الرواية ثلاث مرات في الأمر بالأذان والصلاة.

  وفيه جوابه على عائشة: «فإنكن صواحب يوسف - أو: صواحبات يوسف -» وقد أنكر هذه في روايتنا وقال: هو كذب محض.

  وقال في الرواية الثانية: «يأبى الله ذلك والمسلمون» لما صلى بهم عمر،


(١) الحسن (نخ).