[كلام محيي الدين القرشي على بطلان دعوى الإجماع على ولاية أبي بكر]
  فخرج عليهم الزبير مصلتاً بالسيف فحمل عليهم، فلما بصر به عياش قال لعمر: اتق الكلب، وألقى عليه عياش كساء له حتى احتضنه، وانتزع السيف من يده فقصد به حجراً فكسره.
  وبهذا الإسناد إلى السيد أبي العباس الحسني قال: أخبرنا عبدالله بن الحسن الإيوازي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شعبة، قال: حدثنا القاسم بن أبي شيبة، قال: حدثنا خالد بن مخلد، عن داود بن خزيمة الأزدي عن أبيه، عن عدي بن حاتم، قال: قالوا لأبي بكر: قد بايعك الناس كلهم إلا هذان(١) الرجلان علي بن أبي طالب والزبير بن العوام؛ فأرسل إليهما فأُتِي بهما وعليهما سيفاهما فأمر بسيفيهما فأُخِذا(٢).
(١) كذا في النسخ، ولعله مثل قول الشاعر: (عادت تغير إلا النؤي والوتد) حيث حمل «تغير» على: لم يبق على حاله، وهنا يمكن حمل «بايعك الناس» على: لم يتخلف عنك، أو على أن (إلا) حرف استدراك، مثل: «كل أمتي معافى إلا المجاهرون»، والله أعلم. (أوضح المسالك وهامشه بتصرف). وسيأتي مثله في جواب للإمام # على فقيه الخارقة قريباً وتوجيهه وتعاليق بهامشه.
(٢) قال ¥ في التعليق: وروى ما يقارب هذا أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب أخبار السقيفة ذكر ذلك في شرح ابن أبي الحديد.
وكذا روى نحوه محمد بن الوليد وفيه: فقال علي لهم: «أنصفوا من أنفسكم إن كنتم تخافون اللَّه، واعرفوا لنا ما عرفه الأنصار لكم، وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون، فقال له عمر: ما أنت بمتروك أو تبايع، فقال له علي: احلب حلباً لك شطره، لا والله لا أبايع له ولا أقبل قولك، أنا أحق بهذا الأمر، وأنتم أولى بالبيعة لي؛ فلا أبايعكم إلخ). ذكره في الكامل المنير للقاسم بن إبراهيم #.
وفيه فقال علي #: (اللَّه اللَّه يا معشر المهاجرين لا تخرجوا سلطان محمد ÷ من بيته، وتدافعوا أهله عن مقامه، فوالله لنحن أحق بهذا الأمر منكم ما كان منا القارئ لكتاب اللَّه، الفقيه في دين اللَّه، العالم بسنته، المضطلع بأمر الرعية، فوالله إنه لفينا فلا تتبعوا الهوى فتزدادوا من اللَّه بعداً) تمت. من تمام الحديث لأبي بكر محمد بن الوليد مختصراً ورواه ابن جرير الطبري في تاريخه كما في الكامل المنير. وقوله: (ما كان منا إلخ). ما: مُدِّيه والمعنى: مهما كان منا ... إلخ، والله أعلم.
ومن كتاب للحسن السبط رواه أبو الفرج الأصفهاني: (فلما توفي أي محمد ÷ تنازعت سلطانه العرب ... إلى قوله #: فلم تنصفنا قريش إنصاف العرب لها، فلما صرنا أهل بيت محمد ÷ وأولياؤه إلى محاجتهم، وطلب النَّصَف منهم باعدونا، واستولوا بالاجتماع عن ظلمنا ومراغمتنا، =