[كلام محيي الدين القرشي على بطلان دعوى الإجماع على ولاية أبي بكر]
  ثم قيل للزبير: بايع، قال: لا أبايع حتى يبايع علي؛ فقيل لعلي: بايع؛ قال: إن لم أفعل فمه؟ قال: يُضرَب الذي فيه عيناك، ومدوا يده فقبض أصابعه ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم اشهد فمسحوا يده على يد أبي بكر، فأما الزبير فإنهم كسروا سيفه بين حجرين، وأما سيف علي فردوه إليه.
  وقد نقل الثقات في هذه القصة ما لو تدبره لكفاه، وهو أن ممن تخلف عن بيعة أبي بكر علي(١) # والعباس بن عبدالمطلب والفضل بن العباس والزبير بن العوام وخالد بن سعيد والمقداد بن عمرو وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر والبراء بن عازب وأُبيّ بن كعب.
  فلما امتنعوا أرسل أبو بكر إلى عمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح والمغيرة بن شعبة فقال: ما الرأي؟ قالوا: الرأي أن نلقى العباس بن عبدالمطلب فنجعل له في هذا الأمر نصيباً يكون له ولعقبه من بعده فيقطعون به ناحية علي # ويكون حجة لكم على علي.
= والعنت منهم لنا، فالموعد اللَّه وهو الولي النصير).
وروى أبو الحسن المدايني نحوه عنه # كتبهما إلى معاوية لعنه اللَّه، ومن جملة الكتاب الذي رواه أبو الفرج: (وأمسكنا عن منازعتهم مخافة على الدين أن يجد المنافقون والأحزاب في ذلك مغمزاً يثلمونه به، أو يكون لهم بذلك سبب إلى ما أرادوا من إفساده) انتهى.
نعم، وخبر محمد بن الوليد قد رواه أبو بكر الجوهري بإسناده إلى سعيد بن كثير بن عقير الأنصاري، وفيه زيادات كما في شرح ابن أبي الحديد، وبلفظ: (فتزدادوا من الحق بعداً).
ومن كتاب للحسين بن علي @ إلى أهل البصرة قال:
(أما بعد فإن اللَّه اصطفى محمداً ÷ على خلقه، وأكرمه بنبوته، واختاره لرسالته، ثم قبضه اللَّه اليه، وقد نصح لعباده، وبلغ ما أرسل به، وكنا أهله وأولياءه، وأوصياءه، وورثته، وأحق الناس بمقامه في الناس، فاستأثر علينا قومنا بذلك الخ).
رواه أبو مخنف عن الصقعب بن زهير عن أبي عثمان النهدي ذكره الطبري في التاريخ.
(١) كذا في النسخ الموجودة ولعل أن اسم (أن) ضمير شأن كما في قوله: إن من يدخل الكنيسة يوماً ... البيت، وإن كان قليلاً، أو على لغة ربيعة. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.