كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[روايات العترة في قصة البيعة لأبي بكر]

صفحة 477 - الجزء 4

  وروى عن سلمان الفارسي أنه قال: أصبتم وأخطأتم أصبتم سنة الأولين وأخطأتم أهل بيت نبيكم. وروي أنه قال: أنسيتم أو تناسيتم أو جهلتم أو تجاهلتم، والله لو أعلم أني أُعز لله ديناً وأمنع لله ضيماً لضربت بسيفي قدماً قدماً⁣(⁣١).


(١) قال ¥ في التعليق: وروى أبو إسماعيل الكوفي عن زاذان عن سلمان الفارسي أنه قال في خطبته بعد أن حمد اللَّه وأثنى عليه: (أما بعد أيها الناس فإني قد أوتيت علماً، وإني لو أخبركم بكل ما أعلم لقالت طائفة: مجنون، وقالت طائفة: رحم اللَّه قاتل سلمان، ألا وإن لكم منايا تتبعها بلايا، ألا وإن عند علي بن أبي طالب # علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب، وهو على سنة هارون بن عمران حين قال له رسول ÷: «أنت خليفتي ووصيي في أهلي، وأنت مني كهارون من موسى» أما والله لو وليتم علياً لأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم، فأبشروا بالبلاء، واقنطوا من الرخاء، فقد نابذتكم على سواء السبيل، وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الوَلَى، أما والله لو أني أعلم أني أدفع ضيماً، أو أعز لله ديناً، لوضعت سيفي على عاتقي، ثم ضربت به قدماً) انتهى من الكامل المنير، تمت.

وروى هذه الخطبة محمد بن سليمان الكوفي بإسناده إلى ابن عباس: (أن أبا بكر أمر سلمان أن يخطب فرقى المنبر فقال بعد حمد اللَّه: أيها الناس فإني قد أوتيت علماً إلخ). وفيها زيادة: (أنسيتم أم تتناسون؟) وفي آخرها: (أكفرتم بعد إيمانكم أف وتف لكم؟) خلا [أنها] باختلاف يسير، تمت من مناقبه | وإيانا والمؤمنين.

قال القاسم بن إبراهيم #: وكان من قول سلمان: (كرداد ونكرداد) أي: (علمتم، ولم تعملوا). قاله لما امتنع من البيعة فوجئت عنقه. تمت من الكامل المنير معنى.

قال النبي ÷ لأُبيِّ بن كعب: «عليك بعلي فإنه الهادي المهدي، الناصح لأمتي، المخبر بسنتي، وهو إمامكم بعدي فمن رضي بذلك لقيني على ما فارقته عليه، ومن غَيَّر وبدل لقيني ناكثاً بيعتي، عاصياً لأمري، جاحداً لنبوتي، لا أشفع له عند ربي، ولا أسقيه من حوضي» انتهى.

رواه محمد بن سليمان الكوفي بسنده إلى محمد بن عبد اللَّه وأخيه يحيى بن عبد اللَّه عن أبيهما عن جدهما عن علي #.

والأخبار في الهم بإحراق بيت فاطمة، وامتناع علي من البيعة، وفرار الزبير وطلحة، وخبر عدي بن حاتم - مروية بأسانيدها في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، وهو ممن لا يتهم في الثلاثة لاعتقاده فيهم تمت كاتبه.

وإذ ثبت مثل هذه الفاقرة فكيف يبعد ما روي من قول أبي بكر في الصلاة: (لا تفعل ياخالد ما أمرتك)، وقد كان أمره بقتل علي #، فقال علي: هو أضيق حلقة من أن يفعل ذلك.

=