كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[استدلال الفقيه على إمامة أبي بكر - والرد عليه]

صفحة 485 - الجزء 4

  إمامته لقتاله لفرق الضلال الذين لا يحاربهم قطعاً وابتداء إلا الأئمة، ومع ذلك لم تشتغل بالاستدلال بهذه الطريقة، فكيف يعتمد الفقيه على غير معتمد.

  وأما قوله: وبالسند المذكور له في هذه الرسالة أيضاً إلى محمد بن الحسين الآجري، قال: حدثنا أبو القاسم عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البغوي، قال: حدثنا شريح بن يونس ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، قالا: حدثنا سفيان - يعني ابن عيينة - عن عبدالملك بن عمير، عن ربعي بن خراش، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله ÷: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر»⁣(⁣١).

  وهذا الخبر ليس فيه دليل على إمامتهما؛ لأنه ÷ لم يبين في ماذا يقع


(١) قال ¥ في التعليق: قد تقدم القدح في عبد الملك، وكذا رواة الحديث في حاشية الجزء الثالث فراجعه. وقد مر قول ابن حجر في حديث عبدالملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة عنه ÷ «إقتدوا» الخ وأنه أعله ابن أبي حاتم، وأنه قال البزار وابن حزم: لا يصح؛ لأنه من عبد الملك عن مولى ربعي، وهو مجهول عن ربعي، ورواه وكيع عن سالم المرادي عن عمر بن مرة عن ربعي عن رجل من أصحاب حذيفة عن حذيفة. فتبين أن عبد الملك لم يسمعه من ربعي، وأن ربعياً لم يسمعه من حذيفة انتهى.

وعبد الملك قد مر قول أحمد فيه: إنه مضطرب، وقول شعبة: كان خراش لا يرضاه، وقول المرشد بالله فيه: إنه قتل رضيع الحسين بن علي #، وحكايته عنه أنه كان يجهز على الجرحى من أصحاب علي #، وكذا قول أبي طالب # عنه من رواية صاحب المحيط عنه أنه كان من أعوان بني أمية.

وكذا قول الناصر للحق # من رواية صاحب المحيط أيضاً عنه فيه: أنه كان شرطياً على رأس الحجاج، ومن عمال بني أمية، وقاضياً لابن هبيرة، ويجهز على جرحى أصحاب علي #.

قال علي بن الحسين في المحيط: ومع هذا كله فهو مجهول عند أصحاب الحديث انتهى.

أقول: ومع هذه الظلمات فلا اعتماد عليه، فكيف إذا خالف القواطع؟! والعجب من بعض أصحابنا أن يضعه [يعني حديث: «اقتدوا باللذين من بعدي ... إلخ»] في مؤلفه فيتوهم أنه مأنوس كما في شمس الأخبار فعليك بالتبصر والاعتبار.

روى أبو مخنف (أن ابن زياد لعنه اللَّه أخذ ابن يقطر رضيع الحسين بن علي #، وقد كان أرسله الحسين بن علي إلى مسلم بن عقيل |، فرمى به من على القصر، فأدركه عبد الملك بن عمير، وبه رمق فذبحه، فعيب عليه ذلك، فقال معتذراً: إنما أردت أن أريحه) ذكر هذا الطبري في التاريخ.