[دعوى الفقيه رضا علي # ببيعة أبي بكر]
  وأما إنكاره [أي الفقيه] لرواية عدي بن حاتم من إكراه أمير المؤمنين # على البيعة، ما جرى هنالك وكذلك الزبير وقوله: إن ذلك كذب لا يعرج عليه.
  فالجواب [المنصور بالله]: أنه بسلوك طريقة التكذيب، قد خالف طريقة العلماء بالأخبار؛ فإنه كان ينبغي له أن يبحث فإن صحت له طريقه لم يكن قد عجل في أمر كان له فيه أناة، وإن لم يصح له نظر فإن خالف الأصول قطع على كذبه، وإن لم يخالف الأصول جوز كونه صدقاً؛ لكن الفقيه قد اعتمد على التسرع إلى التكذيب الذي لا يعجز عنه الجهال وهو حقيق بما قال.
[دعوى الفقيه رضا علي # ببيعة أبي بكر]
  وأما وعده بأنا نذكر حديثاً مسنداً نذكر فيه بيعة علي # لأبي بكر ورضاه بذلك، وأنه أول من سن ذلك لأبي بكر من بني عبدالمطلب، وسنذكر هاهنا أيضاً ما يوضح ما ذكرنا، ويزيده بياناً، ونستدل به على صحة بيعة علي # والزبير بن العوام لأبي بكر - فأقول [أي الفقيه]: أخبرنا شيخنا الفقيه الإمام أبو العباس أحمد بن علي بن أبي بكر بن فضل الهمداني قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الفاضل الإمام مفتي الحرمين محمد بن إسماعيل بن أبي الصيف في مكة - حرسها الله تعالى - سنة ستمائة قال: أخبرنا الشيخ الإمام العالم أبو حفص عمر بن عبدالمجيد المنابسي، عن يحيى بن عبدالملك النهاوندي، عن أبي بكر محمد بن عبدالله بن حبيب العامري، عن أبي المحاسن عبدالواحد الروياني، عن الشيخ أبي مضر محمد بن أحمد البلخي، قال: أخبرنا الشيخ أبو سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي، قال: حدثنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو هشام، قال: حدثنا المخزومي وهو المغيرة بن سلمة المخزومي، قال: حدثنا وهيب - يعني ابن خالد - قال: حدثنا داود - يعني ابن أبي هند - قال: حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري، قال: لما توفي رسول الله ÷ اجتمع الأنصار إلى سعد بن عبادة، فانطلق إليهم أبو