[دعوى الفقيه لزوم الهجرة أو الضعف على علي (ع) - والرد عليها]
[دعوى الفقيه لزوم الهجرة أو الضعف على علي (ع) - والرد عليها]
  وأما قوله [أي الفقيه]: ثم هب أن أبا بكر أكرهه في ذلك الوقت، وغلبه على البيعة في تلك الحال، فالبيعة مع الإكراه باطلة، أفلا استنجد بعد ذلك بقرابته وبني عمه ثم بالمسلمين، وعرفهم ظلمه وهضمه وما أكره عليه، وأن هذه القضية لو وقعت على أضعف ضعيف وأخس خسيس لم يعوزه الأنصار والأعوان، ولم يعدم عنه من يدفع عنه ما أكره عليه من الظلم والعدوان.
  إلا أنك في هذا قد انتظمت له ما ذكره الله ø في الظالمين حيث قال: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ٩٧}[النساء].
  أو تحله في درجة المستضعفين، ولعمري إن هذا عندك في حق علي # هو الحق المبين على ما قال رب العالمين: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ٩٨}[النساء].
  ثم مع هذا فقد ذكرنا أنه مصوب لأحكامهم، تابع لنقضهم وإبرامهم، وزوج ابنته أم كلثوم بنت فاطمة @ من عمر بن الخطاب، وكان في زواجه قصة يعرفها السني ولا يعرفها الشيعي، قد ذكرناها في الرسالة الدامغة، ولو كان يعتقد فيه أنه ظالم غاصب للإمامة عدو له في الدين لما وسعه ذلك، وفي إظهار علي # أمثال هذه الأشياء ما يدل قطعاً على أنه راض بإمامتهم غير منكر لها ولا زار عليها.
  فالجواب [المنصور بالله]: أما ما ذكره لطلب الهجرة، فإنها تجب من دار الحرب، ولم تصر دار الإسلام بانتصاب أبي بكر لتولي الأمر دار حرب، فبطل ما بنى عليه كلامه كله.
  وأما تزويج عمر: فقد أوضحنا السبب في ذلك فيما تقدم، وأن العباس ¥ فعل ذلك من قبل نفسه لتلك الأمور التي حكيناها ولسواها.