كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[تأول الفقيه لأحاديث الالتزام بأهل البيت (ع) وتجهيله للإمام زيد (ع) - والرد عليه]

صفحة 510 - الجزء 4

  فلما روينا له عنه # أنه قال: ما أمر رسول الله ÷ أبا بكر بالصلاة بالناس، قال هذا الفقيه: إنه يدل على أنه لم يعلم ذلك ولا خبرة له به، والمرء عدو ما جهل، وقد صح من طرق شتى فلا معنى لإنكار من أنكره.

  فلينظر الفقيه بل السفيه - أنصف الله منه - في هذا الثناء الذي ألبسه إمام الأمة، وخص به شرف الأئمة، الذي ورد فيه عن النبي ÷ ما قدمنا قبل هذا.

  وما رويناه أيضاً بالإسناد الموثوق به إلى السيد الإمام أبي طالب # قال: أخبرني أبي | قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي - رضوان الله عليه - إملاء، قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن يحيى بن محمد، عن موسى بن هارون، عن سهل بن سليمان الداري، عن أبيه، قال: شهدت زيد بن علي # يوم خرج لمحاربة القوم بالكوفة، فلم أر يوماً كان أبهى، ولا رجالاً أكثر قراء وفقهاء، ولا أوفر سلاحاً من أصحاب زيد بن علي # فخرج # على بغلة شهباء وعليه عمامة سوداء، وبين يدي قربوس سرجه مصحف فقال: (أيها الناس أعينوني على أنباط الشام، فوالله لا يعينني عليهم أحد إلا رجوت أن يأتي يوم القيامة آمناً حتى يجوز الصراط، ويدخل الجنة، والله ما وقفت هذا الموقف حتى علمت التأويل والتنزيل، والمحكم والمتشابه، والحلال والحرام بين الدفتين.

  وقال: نحن ولاة أمر الله، وخزان علم الله، وورثة وحي الله، وعترة رسول الله، وشيعتنا رعاة الشمس والقمر).

  فكيف يسوغ لك أيها الفقيه نسبة من هذا حاله إلى الجهل وقولك: من جهل شيئاً عابه؛ فلسنا نستدل متى ذكر رجل من أهل العلم شيئاً لا يصح العمل به إلا توقيفاً؟ قلنا هذا عن الرسول ÷؛ لأن الصحابة رووا عن رسول الله ÷ شيئاً بلا واسطة بينهم وبينه، فسئلوا عنها فأخبروا أنها رواها لهم غيرهم كحديث ابن عباس وأبي هريرة والإحالة إلى الفضل بن العباس وإلى أسامة.

  والتعويل عليك أنك لا تقبل شهادة زيد بن علي لنفسه، فهي شهادة رضى