[خصال شرف بها الإمام علي (ع) وليست من فعله]
  الخمسة إلا غفرت لي فهو معنى قوله: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}[البقرة: ٣٧](١).
  ومما يشرف به الإنسان أن يولد في بيت شريف أو يربَّى أو يموت أو يغسل، وقد ولد في أشرف بقعة وهي الكعبة، وربي في دار خديجة، وهي اليوم مسجد من مهابط الوحي، وعاش في مسجد رسول الله ÷ يجوز له فيه ما يجوز للنبي ÷، وذلك مما نحن نرويه، وسُدّت الأبوابَ كلها إلا بابه، وقُتِل في المسجد، وغُسِل في دار هي اليوم مسجد، ودفن في الغري وهي اليوم مسجد، وبايع رسول الله ÷ في المسجد، والموضع الذي أخذ فيه على الناس البيعة مسجد، وكان محباً للمساجد مولوداً في أفضلها، وهو الذي رجز:
  لا يَسْتَوِي مَنْ يَعْمُرُ الْمَسَاجِدَا ... يَدْأَبُ فِيهَا قَائِماً وَقَاعِداً
  وَمَنْ يُرَى عَنِ الْغُبَارِ حَائِداً
  وقيل له: أيما أحب إليك الجنة أو المسجد؟ فقال: المسجد؛ فقيل له: لِمَ؟ قال: لأن المسجد موضع مراده مني، والجنة موضع مرادي منه، وأنا أؤثر مراده على مرادي.
(١) قال ¥ في التعليق: خبر الأشباح رواه ابن المغازلي بسنده إلى ابن عباس، ورواه أبو طالب #.
قال الحاكم في السفينة: وروى السيد أبو طالب بإسناده عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي ÷ قال: «لما أمر الله آدم بالخروج من الجنة رفع طرفه نحو السماء فرأى خمسة أشباح على يمين العرش فقال: إلهي خلقت خلقاً من قبلي؟ فأوحى الله اليه أما تنظر إلى هذه الخمسة الأشباح؟ قال: بلى، قال: هذه الصفوة من نوري اشتققت أسماءهم من اسمي؛ فأنا الله المحمود وهذا محمد [÷]، وأنا الله العالي وهذا علي، وانا الله الفاطر وهذه فاطمة، وأنا الله المحسن وهذا حسن، ولي الأسماء الحسنى وهذا الحسين؛ فقال آدم: فبحقهم فاغفر لي، فأوحى الله اليه قد غفرت لك، وهي الكلمات التي قال الله: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}[البقرة: ٣٧]» انتهى ذكره في الإقبال.
وعنه ÷ أنه قال: «لما نزلت الخطيئة بآدم إلى قوله: قال له جبريل: أدع ربك قل: يارب أسألك بحق الخمسة، فقال آدم: سمهم فقال: محمد النبي، وعلي الوصي، وفاطمة بنت النبي، والحسن والحسين سبطي النبي فدعا بهم فتاب عليه ... إلخ». مارواه محمد بن سليمان الكوفي عن ابن عباس.