كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أسباب أخرى يشرف بها الإمام علي (ع)]

صفحة 529 - الجزء 4

  ومنها: أن الإنسان يشرف بتربية كبير له، ولا أكبر ممن رباه وهو محمد رسول الله ÷ تولى تربيته روينا ذلك مسنداً، أخذه رسول الله ÷ وله ست سنين قريباً من سن رسول الله ÷ يوم أخذه أبو طالب فربته سيدة نساء العالمين خديجة & في بيت سيد المرسلين، فتخرج بخلقه وعلمه وأدبه، وصيانته وعفته وكرمه، وغذته كفه الكريمة الطيبة المباركة.

[ذكر أسباب أخرى يشرف بها الإمام علي (ع)]

  ومن أسباب الشرف: القرابة فقد كان من بيت اصطفاهم الله على جميع العالمين.

  روينا بالإسناد الموثوق به أنه قال حاكياً عن جبريل: «يا محمد طفت مشارق الأرض ومغاربها وبرها وبحرها فلم أر أهل بيت أفضل من بني هاشم»، وعلي أفضلهم بعد النبي ÷ فهو أفضل الأفضل، وابن عمه سيد المرسلين وسيد خلق الله فجعله أخا، ثم أخوه جعفر مهاجر الهجرتين والمصلي إلى القبلتين وذو الجناحين الخضيبين يطير بهما في الجنة حيث يشاء، ثم فاطمة بنت سيد المرسلين زوجته سيدة نساء العالمين؛ ثم ابناه سيدا شباب أهل الجنة، وهو سيد الوصيين، وسيد العرب، وفارس العرب، وولي المؤمنين؛ روينا ذلك كله مسنداً.

  وقد يشرف الإنسان بزواج ابنة رجل كبير، ولا أشرف من رسول الله وهي خير البنات وأفضل الزوجات، وقد رد عنها الخُطّاب منهم أبو بكر وعمر وقال: «إنما أنا بشر مثلكم أتزوج منكم وأزوجكم إلا فاطمة فإن زواجها نزل من السماء».

  وخطب وقال: «إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة بكذا وكذا أرضيت؟» قال: رضيت ما رضي الله لي ورسوله.

  ومن ذلك الأولاد فقد يكونون شرفاً للوالد، فلا يعلم أحد من الصحابة له مثل أولاد علي # بل هم معهم بمنزلة الخادم مع المخدوم، وهم أئمة الهدى وأعلام الحجى، وأهل الطهارة والحلم والعلم والشجاعة، وكان زواج فاطمة في