[ذكر أسباب أخرى يشرف بها الإمام علي (ع)]
  السماء قبل الأرض، الولي رب العالمين، والشهود الملائكة المقربون، والعاقد للنكاح جبريل، والخاطب الملك المسمى راحيل أفصح ملك في السماء، وحملة العرش الشهود، وأمر رضوان شجرة طوبى فنثرت زمرداً ولؤلؤاً وزبرجداً، والتقطه الحور العين فمن أصاب من ذلك شيئاً افتخرت به على سائر الحور.
  ومن ذلك أن العرب كانت تفتخر بالمؤاخاة للأكابر، فقد كانت تفتخر بدون ذلك من شرب فضلة الكأس أو الردفة وغير ذلك من الأسباب، وقد آخاه مراراً في أحاديث كثيرة رويناها وقال له: «أنت أخي ووصيي» وقال: «منزلك في الجنة حذاء منزلي كمنزل الأخوين» فهو أخوه بالمؤاخاة، وبتربية فاطمة بنت أسد ربت رسول الله ÷ فقال: «هذه أمي بعد أمي» ولما ماتت صلى عليها وكبر أربعين تكبيرة، وكفنها في قميصه، واضطجع في قبرها فقيل: يا رسول الله: لم فعلت بأم علي ما لم تفعل بأحد؟ فقال: «إنها كانت لي أماً تشبعني وتجيع عيالها؛ فأما اضطجاعي في قبرها فليوسعه الله عليها، وأما تكفينها في قميصي فبراءة لها من النار، وأما تكبيري فلأربعين صفاً من الملائكة» وكان يأكل قبل أولاد أبي طالب ويشرب من اللبن فيبارك الله فيه فيكفيهم، وكل هذا مسموع، وفي حديثه كل ما ذكرنا أحاديث مسموعة لنا.
  ومن الرفعة: الأسماء، ومن أسمائه الهادي(١) رويناه قال رسول الله ÷: «أنا النذير وأنت الهادي» وقال: «أنا سيد النبيين وأنت سيد الوصيين» وقال: «لولا أن يقول الناس فيك ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك قولاً لا تمر بملأ إلا أخذوا من تراب قدميك ولاستشفوا بفضل وضوئك ولكن كفاك أنك مني وأنا منك وأنت وصيي ووليي وقاضي دَِيني –بكسر الدال
(١) قال ¥ في التعليق: وروى الخوارزمي بإسناده عن أنس: «إذا كان يوم القيامة ينادون علي بن أبي طالب بسبعة أسماء: ياصديق، يا دَالُّ، يا عابد، يا هادي، يا مهدي، يا فتى، يا علي، مُرَّ أنت وشيعتك إلى الجنة بغير حساب» تمت تفريج.