كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام الفقيه في تخلف أبي سفيان - والرد عليه ووجه الاستشهاد بخبر الخصم]

صفحة 533 - الجزء 4

  وقرضه بأشياء ولرسول الله الفضل، ولكنه كان يستطيب النفوس بالحق وهو على خلق عظيم؛ قال: «يا علي لك أشياء ليست لي منها: لك زوجة مثل فاطمة وليست لي، ولك ابنان من صلبك الحسن والحسين وليس لي مثلهما من صلبي، ولك مثل خديجة أم أهلك وليس لي مثلها حماة، ولك صهرك مثلي وليس لي صهر مثلي، ولك أخ مثلي وليس لي أخ مثلي، ولك أخ في النسب مثل جعفر وليس لي مثله في النسب، ولك أم مثل فاطمة بنت أسد الهاشمية وليس لي أم مثلها».

  ومنها: أن الله ورسوله ولاّه عدة أشياء لم يكن ليقم بها إلا رسول الله ÷ منها: سورة براءة، ومنها: نقل حريمه إلى المدينة ولا ينقل الحريم إلا المحرم فقام مقام نفسه. ومنها: إصلاح ما أفسد خالد في بني جذيمة وسلم فضلة المال إليهم من تلقاء نفسه ولم يكن ليفعل ذلك إلا الرسول.

  ويوم خيبر ما كان ليقع الفتح إلا على يديه أو يد علي # وأوصى إليه خاصة بما لا يقوم به إلا هو، فأقامه مقام نفسه في خاص أموره وعامها، ولم يكن ذلك لغيره.

  فهذه الفضائل اختصرناها وحذفنا أسانيدها للتخفيف، ولم نرو إلا ما هو لنا مسموع عن ثقات أهل العلم ولله الحمد كثيراً.

[كلام الفقيه في تخّلف أبي سفيان - والرد عليه ووجه الاستشهاد بخبر الخصم]

  ثم قال [أي الفقيه]: وأما ما ذكر القدري [أي محيي الدين] من حديث أبي سفيان بن حرب وتخلفه عن البيعة وإنشاده الأبيات - فالعجب كيف يحتج بقوله وهو وولده من أبغض خلق الله إليه، ولو أن خصمه نقل عنهم حديثاً لما التفت إليه؛ بل هذا المسكين تباع كل ناعق، لا يميز بين ما أتى من كذب كاذب أو صدق صادق، ونقول إن هذا الأمر لا يصلح عن أبي سفيان بن حرب؛ لأنه لم يورده بسند صحيح، ثم هو بزعمه من أعداء علي # فكيف يقول هذا؟

  والجواب [المنصور بالله]: أنه أورد حديث معاوية ليدل به على أنه لم يقع رضا بالبيعة لأبي بكر، ولا عقد بها الجميع من الصحابة؛ لأنه لو كان صحيحاً لقال له علي #: قد ثبت أن أبا بكر إمام فكيف تقول هذا الكلام؟!