كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[تكذيب الفقيه لخبر عدي بن حاتم عن بيعة علي (ع) - والرد عليه]

صفحة 548 - الجزء 4

[تكذيب الفقيه لخبر عدي بن حاتم عن بيعة علي (ع) - والرد عليه]

  وأما قوله [أي الفقيه]: وكذا حديث القدري الذي زعمه عن عدي بن حاتم، قال: ما رحمت أحداً رحمتي علياً حين أتي به ملبباً فقيل له: بايع، فقال: فإن لم أفعل؟ قالوا: إذاً نقتلك، قال: إذاً تقتلوا عبد الله وأخا رسول الله ثم بايع كذا وضم يده اليمنى.

  فخصمهم على هذه الأحاديث الله ø ورسوله ثم علي # ثم سائر المسلمين والملائكة بعد ذلك ظهير؛ فقد بان أنكم أعداء الله تعالى فيما كذبتموه من الثناء على المهاجرين والأنصار، ولرسوله فيما نبذتم من قوله وزعمتم أنه ينطق عن الهوى، ولسائر المهاجرين والأنصار فيما نسبتموهم إليه من الزور والبهتان، ولعلي # فيما وقذتموه من الذل والعجز والمهانة، والخضوع والاستكانة، وخرجتم ببدعتكم هذه عن كافة المسلمين، واتبعتم غير سبيل المؤمنين، وزدتم بفضائحكم هذه على الكفرة المارقين؛ فما أسوأ صنيعكم لو فهمتم، وما أفحش اعتقادكم لو علمتم.

  أَلَيْسَ أبو بَكْرٍ حَبِيبَ مُحَمَّدٍ ... وصَاحِبَه في حِينَ لا حِيْنَ مَذْهَبِ

  وَثَانيَهِ في غَارِهِ ورَفِيْقَه ... فَيَا لَكَ مِنْ هَادٍ وبَاغٍ ومُصْحِبِ

  به عادَ دِيْنُ اللهِ حِيْنَ تَشَعَّبَتْ ... قَبَائِلُ مِنْ حَيَّيْ نَزَارٍ ويَعْرُبِ

  أَمَا ردَّ أهْلَ الرِّدَّتَيْنِ إلى الْهُدَى ... وَجَلَّى بِأنْوَارِ الْهُدَى كُلَّ غَيْهَبِ

  وإنَّ عَلِيّاً دَانَ بِالْحَقِّ طَائِعاً ... ولَمْ يَكُ يَخْشَى الْحَرْبَ عِنْدَ التَّحَزُّبِ

  أَطَاعَ أبا بكرٍ رِضاً لا تَقِيَّةً ... وما كَانَ مِمَّنْ يَتَّقِي بِالتَّجَنُّبِ

  عليٌ لَدَيْنَا لا يُنَافِقُ ظَالِماً ... فَلا تَشْتُمُوهُ بِالنِّفَاقِ الْمُكَذَّبِ

  أَنَافقَ أهلَ الظُّلْمِ يَا وَيْلَكُم غَداً ... ودَانَ بِزُورِ القَوْلِ لِلْمُتَغَلِّبِ

  كَذَبْتُم وحقَّ اللهِ بَلْ كَانَ دَائِناً ... لأهلِ الْهُدَى فَاقْطَعْ مَقَالَكَ وَاجْنُب