كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[تكذيب الفقيه لخبر عدي بن حاتم عن بيعة علي (ع) - والرد عليه]

صفحة 549 - الجزء 4

  ثم فسر قوله: فيا لك من هاد وباغ ومصحب فقال: كان أبو بكر رفيق رسول الله ÷ في هجرته، وكان إذا لقيهم أحد فسألهم عن حالهم قال أبو بكر: باغ وهاد، أي باغ لضالة وهاد إليها؛ يريد إني باغ للحق أي طالب له، وهذا هاد إليه يريد النبي ÷.

  وَكَان هُو الْفَتَى كَرَماً وَجُوداً ... وَبَأْساً حِيْنَ تَنْسَكِبُ الْدِّمَاءُ

  أَبِيّ الْضَّيْمِ أَبْلَجُ هِزْبَرِيٌّ ... قَدِيْمُ الْمَجْدِ لَيْسَ لَهُ خَفَاءُ

  إذا هَابَ الْكُمَاةُ الْمَوْتَ حَتَّى ... كَأَنَّ قُلُوبَ أَكْثَرِهِمْ هَوَاءُ

  مَشَى قُدُماً بِذِي زَنَدٍ خَشِيبٍ ... عَلَيْهِ حِينَ تُبْصِرُهُ الْبَهَاءُ

  غيره:

  فَتًى كَانَ يَحْمِيْهِ مِنَ الذُّلِ سَيْفَهُ ... وَيَحْمِيْهِ مِنْ عَارِ الأُمُوْرِ اجْتِنَابُهَا

  غيره:

  حُسَامٌ غَدَاةَ الْمَوْتِ حَتَّى كَأنَّهُ ... مِنْ اللهِ فِيْ قَبْضِ الْنُّفُوْسِ رَسُوْلُ

  فالجواب [المنصور بالله]: أما استبعاده لخبر عدي بن حاتم، وما قيل لأمير المؤمنين عند البيعة، وما قال حتى بايع فلا وجه له؛ لأن الخبر ورد بذلك، وورد ما هو من جنسه في حقه وحق غيره من كبار الصحابة، وما جرى عليهم مما لم يكن يظن من أدون من أبي بكر وعمر فكيف بهما؟!

  ولا ينكر حصول ذلك ولا يستبعده إلا جاهل بتلك الأمور العظيمة، لكن الفقيه سبق إليه استحسان استئثارهم بذلك المقام، فلذلك رد ما يكون فيه بعض نقص فيهم أو عيب عليهم.

  ولعمري إنهم لو كانوا أهلاً لذلك المقام دون أمير المؤمنين # وأن إمامة أبي بكر قد صحت، وإمامة علي بالنص قد بطلت - وحاشا الله - لكان لأبي بكر أن يبذل المناظرة والاحتجاج على من أنكر إمامته، والمقاتلة لمن بغى عليه، ولم