كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[دعوى الفقيه التناقض في كلام سلمان - والرد عليه]

صفحة 551 - الجزء 4

  يقول أهل العلم: هذا الحديث مما يوجب الظن، ومسألتنا مما يجب المصير فيه إلى العلم، أو يكون في الرجال مطعون في روايته فيذكر ذلك بعلم لا بمين ولا عدوان، ويقول فيه ما لا يمكن خصمه إنكاره، ووَحَقّ الله ورسوله - وإن كنت البادئ بسوء الأدب وقبح المحاورة - لقد استحيينا لأنفسنا ممن يقف من أهل العلم على مكافاتنا لك عن بعض ما أتيت به؛ ثم خصصت بالأذية ذرية الرسول ÷ مطهري الآباء والأمهات، المعصومين من الموبقات، وهل يُنكَر أخذ أبي بكر لفدك من فاطمة & وما جرى في ذلك من النزاع حتى ماتت غاضبة عاتبة⁣(⁣١) فقال الشاعر:

  ومَا ضَرَّهُم لَوْ صَدَّقُوها بِمَا ادَّعَتْ ... ومَاذَا عَلَيْهِم لَوْ أَطَابُوا جَنَانَها

  وقَدْ عَلِمُوهَا بِضْعَةً مِنْ نَبِيِّهِم ... فَلِمْ طَلَبُوا فِيْمَا ادَّعَتْهُ بَيَانَهَا

[دعوى الفقيه التناقض في كلام سلمان - والرد عليه]

  وأما قوله [أي الفقيه]: وما زعم القدري [أي: القرشي] عن سلمان الفارسي أنه قال: أصبتم وأخطأتم، أصبتم سنة الأولين وأخطأتم أهل بيت نبيكم، وروى أنه قال: أنسيتم أو تناسيتم ... الحديث - فأقول [أي: الفقيه]: هذا متناقض، وكيف


(١) قال ¥ في التعليق: وروى أبو بكر الجوهري بسنده إلى عبد اللَّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، وقد سئل عن أبي بكر وعمر قال: (كانت أمنا صِدِّيقة بنت نبي مرسل، وماتت وهي غاضبة على قوم، فنحن غضاب لغضبها) قاله ابن أبي الحديد. ثم قال: والصحيح عندي أنها ماتت واجدةً على أبي بكر وعمر إلخ.

وقال عُلَيّ [عُلَيّ - بالتصغير: وهو الذي صنف الزمخشري الكشاف من أجله. تمت هامش الأصل] بن عيسى بن حمزة بن غانم بن وهاس بن أبي الطيب بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي الفاتك بن داود بن سليمان ببن عبد اللَّه بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ شعراً:

أتموت البتول غضبى ونرضى ... ما كذا يفعل البنون الكرام

يا أبا حفص الهوينا فما كنـ ... ـت ملِيّاً بذاك لولا الحمام

وقد شرح هذين البيتين ابن أبي الحديد تمت كاتبه.