كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[خبر وفاة فاطمة (ع)]

صفحة 569 - الجزء 4

[خبر وفاة فاطمة (ع)]

  وبهذا⁣(⁣١) الإسناد إلى السيد أبي طالب، قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن مسلم الكوفي، قال: حدثنا جعفر بن محمد الحسني، قال: حدثنا محمد بن نهار الكوفي، عن عبدالكريم بن عبدالرحيم، عن محمد بن علي الهاشمي، عن عيسى بن عبدالله، عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال: لما حضرت فاطمة & الوفاة دعتني فقالت: أمنفذ أنت وصيتي وعهدي أم لا؟ فوالله لأعهدن إلى غيرك؛ قال: فقلت: بلى أنفذها؛ قالت: أما الآن فلا يشهدني أبو بكر وعمر ولا يصليا عليّ.

  فلما توفيت أرسل إلي الرجلان متى تريد تدفنها، قال: قلت الصبح إن شاء الله، قال: وماتت في بيتي الذي في المسجد قال: فنقلتها إلى داري القصوى؛ ثم غسلتها في بيت فيها فجعلت أغسلها وتسكب علي الماء أسماء بنت عميس؛ ثم خرجت بها ليلاً أنا وابناها الحسن والحسين وعمار وأبو ذر والمقداد بن الأسود وعبيدالله بن أبي رافع حتى دفناها بالبقيع من آخر زاوية دار عقيل.

  وبعث إلي الرجلان أحدهما بالسُنح⁣(⁣٢) على ميلين من المدينة عند امرأة له من الأنصار فجاء يركض وقد أثرت سبعة أقبر ورششتها فقالا لي: غدراً؟! فقلت: لا ولكنه عهداً ووصية؛ فأما أحدهما فنكس، وأما الآخر فقال: لو علمنا أن هواها في أن لا نشهدها ما شهدناها.


= ورواه محمد بن منصور عن عباد بن يعقوب عن الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد وروى بإسناده عن أبي سعيد تمت من الجامع الكافي.

ورواه في المحيط عن أبي سعيد من طريقين. وقد ذكره الإمام في الأصل من دون ذكر (العوالي).

وقال علي #: (والله ما كنزت من دنياكم تبراً، ولا ادخرت من غنائمها وفراً، بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء، فَشَحَّت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس قوم آخرين، ونعم الحكم اللَّه، وما أصنع بفدك، وغير فدك ... إلخ) تمت نهج البلاغة.

(١) تابع كلام الإمام المنصور بالله #.

(٢) السنح بضم السين المهملة وبالنون والحاء المهملة: اليمن والبركة، وموضع قرب المدينة كان به مسكن أبي بكر. أفاده في القاموس.