[بحث حول إرث رسول الله ÷ وتظلم فاطمة (ع)]
  وبهذا الإسناد إلى أبي العباس الحسني يرفعه إلى جابر، قال: دخلت فاطمة على أبي بكر فسألته فدك فقال: إن رسول الله ÷ قال: «لا نورث» فقالت: قد قال الله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ}[النمل: ١٦]، فلما خصمته(١) أمر من يكتب لها وشهد لها علي # وأم أيمن.
  قال: فخرجت فلقيها عمر، فقال: من أين جئت يا ابنة رسول الله؟ قالت: من عند أبي بكر كتب لي بفدك، قال: هاتي الكتاب؛ فأعطته إياه فبزق فيه ومحاه.
  قال: فاستقبلها علي فقال: ما لك يا ابنة رسول الله غضبت؟ فذكرت له ما صنع عمر؛ فقال: ما ركبوه من أبيك ومني أعظم من هذا.
  قال: فمرضت فجاءا يعودانها فلم تأذن لهما فجاءا من الغد، فأقسم علي عليها فأذنت لهما، فدخلا وسلما، فردت عليهما سلاماً ضعيفاً فقالت لهما: أسألكما بالله الذي لا إله إلا هو أسمعتما رسول الله ÷ يقول: «من آذى فاطمة فقد آذاني»؟ فقالا: اللهم نعم؛ قالت: فأشهد أنكما لقد آذيتماني.
  وجميع ما ذكرنا يدل على أن الحق لفاطمة & وأن مال النبي ÷ موروث، وأن الخبر يحمل على أن الصدقات لا تورث، وأن علياً والعباس طلبا من عمر استخلاص ما يستحقانه على وجه لطيف على ما يحتمله الحال، ولو قسمه بينهما كان النزاع منقطعاً بعد ذلك.
  وقد روينا بالسند المتقدم عن محمد بن زكريا، عن شيوخه، عن أبي المقدام
= أعطيت فاطمة فدك وكتبت بها لها؟ قال: نعم فقال: إن علياً يجر إلى نفسه، وأم أيمن امرأة، وبصق في الكتاب فمحاه وخرقه). انتهى رواه ابن أبي الحديد.
(١) قال ¥ في التعليق: يحمل على أنه لم يسمع أبو بكر: لا نورث من رسول اللَّه ÷ بل قيل له عنه، وإلا فيكون في حقه ضرورياً إن كان صادقاً فكيف تخصمه؟ فلينظر والله أعلم.
ويمكن أنها خصمته بدعواها النحلة، وإقامة البينة، وهو وجه التأويل. تمت كاتبها.
قال علي بن الحسين في المحيط: أجمع أهل البيت $ على أن الأنبياء يورثون كغيرهم لا يختلفون فيه. وروى إجماعهم الإمام محمد بن عبد اللَّه الوزير |.