كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حوار حول انتشار دعوة رسول الله ÷]

صفحة 591 - الجزء 4

  الخزي في يوم القيامة، يوم الحسرة والندامة.

  ثم قال [أي الفقيه]: وأما ما ذكره من الفتوح فكان ذلك ببركة النبي ÷، وما وعد الله تعالى به من أن يظهر دينه - فعلى أصل هذا القدري أن الله لم يظهر دينه على يدي أبي بكر ولا عمر ولا عثمان؛ لأنهم ظلموا علياً أمير المؤمنين، وبدلوا الدين، وكتموا العلم اليقين، أو جهلوا الحق المبين، وحكموا أحكاماً باطلة.

  والجواب [المنصور بالله]: أنه افترى في هذه الحكاية، وقال ما لم يسمع، ولم ينقل إليه عنا، ولا عن أشياعنا إلا في قوله: أو جهلوا الحق المبين؛ فإنا نعرف ذلك إذ حملهم على ذلك أولى من حملهم على أنهم تعمدوا مخالفة الكتاب العزيز، والسنة الشريفة، الدالين على إمامة علي # فما هذا الإفك الظاهر؟

  وكذلك لفظة الظلم لأمير المؤمنين فإنها حق وصدق، فأما سائر ما روى فأخرجه من ذخيرته، وبث ما في سريرته، ولا يفلح الظالم حيث أتى.

[حوار حول انتشار دعوة رسول الله ÷]

  ثم قال [أي الفقيه]: وأما قولك: إن دعوة النبي ÷ وأمره يبلغ حيث يبلغ الليل - فقول لم يصدر عن إمعان نظر؛ لأنه يمكن أن يكون في أطراف الأرض البعيدة من لم تبلغهم الدعوة، ولا وصلهم أمر النبي ÷.

  والجواب [المنصور بالله]: أنا ما قلنا ذلك إلا بخبر نرويه عن النبي ÷ بإسناده أنه قال ذلك، وأنت والخبر؛ فإن جوزت خلافه فذلك إليك، فهو مثل سواه من الأخبار مما ادعيت أنه فرية وهو حق؛ حياطة لمذهبك الفاسد، ولا بد من ذلك عندنا في زمن المهدي ~ وهو من ولد فاطمة، ولا بد من فتح قسطنطينية برجال من أهل اليمن، وقد روى ذلك في الصحاح إن كنت تعرف ذلك فيها، فما ينكر من هذا لولا الجهالة.

  وأما قوله [أي الفقيه]: ثم قوله: هذا يؤدي إلى التسوية بين المجاهدين والقاعدين - وذلك تكذيب لله ø حيث أخبر أنه لا يسوي بينهم.