[الخلفاء الراشدون عند الإمام (ع)]
[الخلفاء الراشدون عند الإمام (ع)]
  وأما قوله [أي الفقيه]: أو لعل هذا المسكين توهم أن خلافة الخلفاء الراشدين كسلطنة إمامه المؤثر للدنيا على الدين، حتى يكون السكوت على ذلك جائزاً، ولا يكون الساكت على الإنكار عاصياً لله، ولا عما ندبه إليه من القيام بالحق عاجزاً، وقد استدللنا على بطلان قوله هذا في غير موضع من رسالتنا، وأدحضنا –والحمد لله - حجته بما أظهرناه من حججنا.
  والجواب [المنصور بالله]: أما قوله الخلفاء الراشدين؛ فعندنا أنهم علي وولداه الحسن والحسين $ لأنهم خلفاء الله بنص رسول الله ÷ وإن منعهم الظالمون من التصرف.
  وأما قوله: كسلطنة إمامه؛ فلا شك أن إمامه هو سلطان الله ø في الأرض، لأنه ولد رسول الله ÷، والداعي إلى دينه، والنافي للباطل وشياطينه، لا يقر منكراً يعلمه، ولا يسلم مسلماً ولا يظلمه، وإن ادعيت عليه غير ذلك أكذبك الصالحون من أهل الخبرة به، والمعرفة لأحواله لأنك معه كما قال الشاعر:
  أُنْبِيتُ كَلْباً هَابَ مِنْ رَمِيَّتِي ... يَنْبَحُنِي مِنْ مَوْضِعِ نَائِي
  لَو كُنْتَ مِنْ شَيءٍ أَجَبْنَاكَ أو ... لَوْ بِنْتَ لِلسَّامِعِ وَالرَّائِي
  فالله المستعان، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار.
  وأما ادعاؤه أن المراد بالخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان؛ فعندنا أنهم ليسوا لنا بأكفاء لا نسباً ولا حالاً ولا مذهباً.
  أما النسب فنحن أولاد رسول الله ÷ ولا سبيل لهم إلى دعوى مثل ذلك.
  وأما المذهب فنحن المعتقدون لإمامة أمير المؤمنين # عقيب رسول الله بلا فصل، امتثالاً لأمر الله تعالى وأمر رسول الله ÷ واعتقادهم في علي غير ذلك.
  وأما الحال فقد تلطخوا بعبادة الأوثان وطاعة الشيطان، ولئن تاب الله عليهم فبعد سخطه وغضبه ونحن أبرياء من ذلك بمنِّ الله وكرمه.