[تلفيق الفقيه على علي # في مدح المشائخ]
  بن عرفة، قال: حدثنا يحيى بن مسعود(١)، عن بشير الأنصاري ابن أبي مسعود، قال: حدثني أبو حفص العبدي، عن عبدالملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله ÷ قال: لما قُبِض أبو بكر وسُجِي ارتجت المدينة بالبكاء كيوم قُبِض رسول الله ÷ فجاء علي بن أبي طالب # باكياً مسرعاً مسترجعاً وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر، وأبو بكر مُسجَى؛ فقال: رحمك الله أبا بكر كنت إلف رسول الله ÷ وأنيسه، وصاحبه وثقته، وموضع سره ومشاورته، وكنت أول القوم إسلاماً، وأخلصهم إيماناً، وأشدهم يقيناً، وأخوفهم لله، وأعظمهم عناء في دين الله، وأحوطهم على رسول الله ÷ وأحدبهم على الإسلام، وآمنهم على أصحابه، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب، وأفضلهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله ÷ هدياً وسمتاً، ورحمة وفضلاً، وأشرفهم منزلة وأكرمهم عليه وأوثقهم عنده.
  فجزاك الله عن الإسلام وعن رسوله خيراً، كنت عنده بمنزلة السمع، والبصر صدّقت رسول الله ÷ حين كذَّبه الناس فسماك الله ø في تنزيله صديقاً؛ فقال في كتابه: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} محمد ÷ {وَصَدَّقَ بِهِ}[الزمر: ٣٣]، أبو بكر، وأنيسه حين يخلو، وقمت معه عند المكاره حين قعدوا، وصحبته في الشدة أكرم الصحبة، وصاحبه في الغار، والمنزل عليه السكينة، ورفيقه في الهجرة، وخلفته في دين الله وأمته أحسن الخلافة حين ارتد الناس، فقمت بالأمر ما لم يقم به خليفة نبي.
(١) قال ¥ في التعليق: قال بعض العلماء: يحيى بن مسعود لم يدر من هو، وبشير هو ابن أبي مسعود، وعبد الملك قال أبو حاتم: ليس بحافظ، وقال أحمد: ضعيف يغلط، وقال ابن معين: مُخلِّط، وقال ابن خراش: كان شعبة لا يرضاه إلى أن قال وأما أسيد بن صفوان فذكر الذهبي أنه لم يرو عنه إلا عبد الملك في تمجيد أبي بكر يعني أنه مجهول.