كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[جواب الإمام # عما أورده الفقيه وبيان فساد الاعتماد عليها]

صفحة 622 - الجزء 4

  قال ابن عباس: ثم سكتُّ؛ قال: ثم قال: أيه قلها وإياها أردت. قال: وإن قلتها فمه؟ فما ترى في علي بن أبي طالب؟ قال: هو والله لها أهل، ولكن الناس يستصغرونه.

  قال: قلت إنا لله وإنا إليه راجعون، يستصغرونه عن الخلافة ولم يستصغروه يوم أقحم على الناس عمرو بن عبد ود العامري؟ فكاعت عنه الفرسان، وأحجمت الشجعان، فبرز إليه فقتله، ولا استصغروه يوم خيبر يوم رجعت راية رسول الله ÷ مرة بعد أخرى حتى أخذها فكان الفتح على يديه؟ ... وعد أشياء.

  قال عمر: هو ما تسمع يا ابن عباس ولسنا نشك في ذكائه وفطنته، وجودة حدسه ونظره، ومثله لا يظلم حقه ولا يعطى ما ليس له.

  وأما حديث أسيد بن صفوان الذي في وفاة أبي بكر من تأبين علي # فأما قوله: انقطعت خلافة النبوة فالمراد به عندكم.

  وأما أنه إلف رسول الله ÷ وأنيسه، ومستراحه، وموضع سره ومشاورته، كل ذلك فيه إلى آخره، وأشدهم تعبداً، وأخوفهم لله، وأعظمهم عناء في دين الله ... إلى آخره، وهذا كله محمول على من سوى الذرية والعترة الزكية لا يصح على وجه سوى هذا.

  وأما حديث الصديق وأنه الصديق فلا شك أنه الصديق الأصغر وعلي # الصديق الأكبر على ما نبينه وقد قدمناه أيضاً، ولا شك في قيامه معه عند المكاره، وصحبته في الشدة، ورفيقه في الهجرة كل ذلك حق.

  وأما خليفته فلا نسلم ذلك ولو كان على ما يعتقده لما وقع النزاع، فإن أراد حسن سيرته فمستقيم.

  وأما نهوضه حين وهن أصحابه إلى آخره؛ فكذلك كان، وكذلك أشجعهم نفساً يحمل على من سوى أهل البيت، ومن علم فضل شجاعته على أبي بكر كالزبير وغيره، وسائر ما قرضه به محتمل فيه من حلمه وعلمه، وأدبه وهديه،