[السادسة: قسيم النار]
  فقال: وما يُنكَر من ذا؟ أليس روينا عن النبي ÷ قال لعلي: «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق»(١)؟
  قلنا: بلى؛ قال: فأين المؤمن؟ قلنا في الجنة. قال: فأين المنافق؟ قلنا: في النار. قال: فعلي قسيم النار والجنة(٢).
(١) [سبق تخريجه (٤/ ..)].
(*) قال ¥: حديث: «لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق» قد مر روايته عن محمد بن الحنفية أخرجه إبراهيم بن ديزيل.
وأخرجه الإمام أبو طالب عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله ÷ يقول: «لا يحب علياً إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق»، وقد مر ذكر طرقه لابن المغازلي.
وقال الإمام محمد بن عبد الله الوزير: وأخرج حديث «لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق» جماعة منهم: مسلم، وأحمد، والحميدي، وابن أبي شيبة، والترمذي، والنسائي، وابن عدي، وابن حبان، وأبو نعيم، وابن أبي عاصم عن علي # قال: «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي ÷ إنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق».
قلت: وأخرجه النسائي من ثلاث طرق عن الأعمش عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش عن علي، وأخرجه الكنجي عن علي.
وقد مر أنه أخرج حديث: «لا يحبك ... إلخ» ابن المغازلي عن علي من سبع طرق.
ورواه من حديث المناشدة عنه بلفظ: «ولا يبغضك إلا كافر»، وعن علي بلفظ: «لا يحبني كافر، ولا يبغضني مؤمن» تمت مناقب.
وأخرج الكنجي عن أم سلمة قالت: قال رسول الله ÷ «لا يحب علياً منافق، ولا يبغضه مؤمن» وقال: هذا حديث حسن عال رواه أبو عيسى، في صحيحه كما سقناه تمت من مناقبه.
وقال الإمام محمد بن عبد الله الوزير: وأخرج ابن عساكر عن علي ¥: (نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء، وحزبنا حزب الله، والفئة الباغية حزب الشيطان، ومن سوّى بيننا وبين عدونا فليس منا) انتهى.
(٢) قال ¥ في التعليق: ومثل ما ذكر الإمام عن محمد بن منصور الطوسي حكاه محمد بن يوسف الكنجي، وقال هكذا ذكره في طبقات أصحاب أحمد بن حنبل تمت من مناقبه.
وروى بإسناده عن عباية قال سمعت علياً يقول: (أنا قسيم النار يوم القيامة، أقول: خذي ذا، وذري ذا) وقال أخرجه الحافظ ابن عساكر تمت من مناقبه أيضاً.
وقد مضى ذكر من روى: «علي قسيم النار والجنة» وشواهده في حاشية الجزء الأول على أبيات الصاحب الكافي.
=