كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[عداوة علي (ع) لمعاوية]

صفحة 644 - الجزء 4

  حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، قال: أخبرنا علي بن عباس، عن إسماعيل بن أبي خالد، ذكره مرة عن قيس ومرة عن عامر الشعبي، قال: سُئِل أمير المؤمنين علي # عن ابن مسعود فقال: قرأ القرآن ووقف عنده وأحل حلاله وحرم حرامه.

  وسُئِل عن حذيفة؛ فقال: أُسِر إليه علم المنافقين، طلب علماً فأدركه.

  وسُئِل عن أبي ذر؛ فقال: وعاء مُلِئ علماً وقد ضيعه الناس.

  وسُئِل عن عمار؛ فقال: مؤمن ينسى، وإذا ذُكِّر تذكر، قد مُلِئ إيماناً ما بين قرنه إلى قدمه.

  وسُئِل عن سلمان؛ فقال: أدرك العلم الأول والآخر، وهو بحر لا ينزح، وهو منا أهل البيت.

  وسُئِل عن نفسه؛ فقال: إياها أردتم، كنت إذا سكت ابتديت، وإذا سألت أعطيت، وإنما بين هاتين الدفتين - يعني الجنبين - لعلماً جماً.

  فهذا الحديث رويناه، ولسنا نمنع ممن يروي في الحديث زيادة إذا اختلفت الأوقات، أو كان هنالك من الأعذار ما يوجب اللبس على بعض السامعين، وإنما قد تقررت في الدين أصول وصارت معلومة ضرورة، فمتى روينا أو روي لنا شيئاً مخالفاً لتلك الأصول تأولناه إن أمكن وإلا قضينا باستحالته.

[عداوة علي (ع) لمعاوية]

  وقد روينا وروت العامة على اختلاف الأغراض عداوة علي # لمعاوية وأن علياً # كان يقنت بلعنه خلف الصلاة في جماعة، رويناه من طريق السيد مانكديم # أنه كان يقول: اللهم العن معاوية بن أبي سفيان الأموي وعمرو بن العاص السهمي وأبا الأعور السلمي وعيينة بن حصن الفزاري وأبا موسى الأشعري.

  ولعنته من لعنة رسول الله وهو قسيم النار، وقد صح الحديث وعدوه عدو الله تعالى؛ فمتى ورد حديث في معاوية أو غيره من أعدائه رددناه أو تأولناه إن أمكن، هذا ما يقضي به العلم لأن دين الله لا يتناقض، وسنته لا تتنافى ولا