كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[خاتمة أدبية علمية جميلة تظهر تواضع الإمام وإنصافه سلام الله عليه]

صفحة 645 - الجزء 4

  تتبدل، وهو صعب على من جهل معانيه، ولم يعرف مبانيه، ممن لم يجعل الذرية دليله، ولم يسلك معهم سبيله، فنسأل الله التوفيق.

  فلقد أضحك فقيه الخارقة ضحكاً يعقبه الإستعبار، وجرى إلى غاية وسيعة الأقطار، وفتح باباً للسباب لا ينبغي السكوت عن جوابه فيظن أن السكوت عما قال إقرار بين الأحرار، شعراً:

  إِذَا أَتَتِ الإِسَاءَةُ مِنْ لَئِيْمٍ ... وَلَمْ أَلُمِ الْمُسِيْءَ فَمَنْ أَلُوْمُ؟

[خاتمة أدبية علمية جميلة تظهر تواضع الإمام وإنصافه سلام الله عليه]

  فالمعذرة إلى أهل العقول الزكية، والأديان السوية، فيما يقفون عليه من الجواب ويعرض من المكافأة على السباب.

  على أنا قد تحرينا ترك الأشنع، وملنا إلى الكلام الأنفع، إلا ما مست إليه الحاجة، ودعت إليه اللجاجة⁣(⁣١)، وقد أوردنا من الإحتجاج على أنواعه، واختلاف أوضاعه، من دلالة العقول، وكلام الحكيم، وسنة الرسول ÷، ودلالة الإجماع؛ ما إذا نظر فيه الطالب لنجاته؛ كان قائداً له إلى طريق الرشاد، وحاملاً له على ترك العناد.

  فليتأمل ذلك الناظر فيه بعين الإنصاف، لينتفع بنظره، وينجو من حبائل غرره، فإنه جعل السفاهة سلاحه، وذم العترة الطاهرة جناحه، فطار أقبح مطير، وصار إلى أخس مصير.

  روينا عن أبينا ÷ أنه قال في أهل بيته: «قدموهم ولا تَقَدَّمُوهم، وتعلموا منهم ولا تُعَلِّموهم، ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا».

  فتقدم وعلَّم، وخالف وشتم، فأحرز الضلال والكفر، وفاء⁣(⁣٢) بصفقة


(١) ودعا إليه حجاجه (نخ).

(٢) فاء: أي رجع من فاءت من قوله تعالى {فإن فاءت}.