كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

فصل: في ذكر يوم غدير خم

صفحة 315 - الجزء 1


= أخبرنا بذلك أبو عبدالله المرزباني في جملة ما أخبرنا به من مروياته في مصنفاته ثم ساق إلى قوله: وقد روى عمران بن الحصين عن النبي ÷ أنه قال: «علي ولي كل مؤمن بعدي» وفي هذا الخبر تصريح بأنه من بعده ولي الأمر وواليه، والقائم مقامه فيه، كما قال الكميت بن زياد [زيد (ظ)]:

ونعم ولي الأمر بعد وليه ... *** ....... إلخ، انتهى.

حديث مناشدة علي في الرحبة لمن سمع من أصحاب محمد ÷ قوله ÷: «من كنت مولاه ... إلخ» قد مر ذكر من أخرجه، وكذا أخرجه أحمد بن حنبل عن زاذان [عن] بن عمر قال: (فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا ... إلخ) [روى حديث مناشدة علي في الرحبة عن حديث الغدير: أحمد بن حنبل في مسنده (١/ ٨٨) رقم (٦٧٠) النسائي في سننه الكبرى (٥/ ١٣١) رقم (٨٤٧٠) مصنف ابن أبي شيبة (٦/ ٣٦٨) والهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١٠٤)].

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة، وأخرجه أحمد أيضاً عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب، وعن زيد بن يثيع، وفيه: (فقام ستة من قبل سعيد، وستة من قبل زيد فشهدوا ... إلخ) وأخرجه البزار، وابن جرير، والخلعي عن ابن إسحاق عن عمر بن ذي مر، وسعيد، وزيد، وزادوا فيه: «وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله». قال ابن حجر: ورجال إسناده كلهم شيعة. وقال الهيثمي: كلهم ثقات. وأخرجه أحمد عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم، وكذا الطبراني. وأخرجه أحمد أيضاً عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وفيه: (فقام اثنا عشر بدرياً فشهدوا ... إلخ).

وكذا أخرجه أبو يعلى، وابن جرير، والخطيب، وسعيد بن منصور، وأخرجه أحمد عن عبد الرحمن بطريق أخرى. وأخرج نحو هذا الدارقطني في الأفراد. ورواه أحمد أيضاً عن أبي الطفيل بطريق آخر وفيه: (فقام ثلاثون ... إلخ) وقد مر الكثير من هذا.

فائدة: قال المقبلي: حديث الغدير معلوم وإلا فما في الدنيا معلوم.

وقال محمد بن إبراهيم الوزير: إنه مروي من مائة طريق ونيف وخمسين طريقاً.

واعترف ابن حجر الهيثمي في صواعقه أنه رواه ثلاثون صحابياً.

وابن حجر العسقلاني ذكره في تخريج أحاديث الكشاف عن سبعة وعشرين من الصحابة ثم قال: وآخرون كل منهم يذكر اسماء أفرادهم غير الروايات المجملة مثل: اثني عشر، ثلاثة عشر، جمع من الصحابة، ثلاثين رجلاً من رواية النسائي، وابن حبان، والحاكم، وابن أبي شيبه، وأبو يعلى، والبزار [والطبراني] في الثلاثة، ومسلم، والملابي، وابن عقدة، وابن جرير الطبري في جمعهما لطرق هذا الحديث.

وقال الغزالي في كتابه أسرار العالمين: لكن أسفرت الحجة وجهها، وأجمع الجماهير على خطبة يوم الغدير فذكر الحديث.

وأورده الحسين بن القاسم في الغاية عن ثمانية وثلاثين رجلاً من الصحابة سماهم بأسمائهم غير الجملة، ولم يذكر عن أهل البيت، ولا عن شيعتهم.

=