فصل: في تفسير قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون 55}
  فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء، وقال: اللهم اشهد إني سألت في مسجد رسول الله ÷ فلم يعطني أحد شيئاً، وكان علي راكعاً فأومى إليه بخنصره اليمنى وكان يتختّم فيها، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره وذلك بعين النبي ÷ فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: «اللهم إن موسى سألك فقال: ربّ اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري؛ فأنزلتَ عليه قرآنا ناطقاً: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا}[القصص: ٣٥]، اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك، اللهم فاشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي، علياً اشدد به ظهري».
  قال أبو ذر: فما استتمّ رسول الله ÷ الكلمة حتى نزل عليه جبريل من عند الله فقال: يا محمد اقرأ، قال: وما أقرأ؟ قال: اقرأ {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}(١).
  قال - أي الثعلبي: وسمعتُ أبا منصور الخمشاذي يقول: سمعتُ محمد بن عبدالله الحافظ يقول: سمعتُ أبا الحسن علي بن الحسن يقول: سمعت أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول: سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله ÷
(١) قال ¦ في التعليق: وقد رواه الحاكم أبو القاسم بهذا السند قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم ... إلخ. ويأتي رواية الإمام # لهذا الحديث بطريقه إلى ابن البطريق عن أبي الحسن محمد بن القاسم الفقيه إلى آخر مافي الأصل، وظاهر مافي الأصل أنه بطريقه إلى الثعلبي عن أبي الحسن فيكون أبو الحسن شيخاً لابن البطريق، والثعلبي، والحاكم في هذا الخبر، تمت كاتبه.
قد رواه بهاء الدين علي بن أحمد الأكوع عن الثعلبي عن محمد بن القاسم ... إلخ، وما يأتي للإمام هو من طريقة بهاء الدين أيضاً فتأمل.