فصل: في قول النبي ÷ لعلي (ع): «أنت مني بمنزلة هارون من موسى»
  فتطاولنا لها، فقال: «ادعوا لي علياً»، فأتي به أرمد العين، فبصق في عينيه ودفع الراية إليه، ففتح الله على يديه.
  ولما نزلت هذه الآية: {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ}[آل عمران: ٦١]، دعا رسول الله ÷ علياً # وفاطمة وحسناً وحسيناً $ وقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي».
  ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين في الجزء الثالث من أجزاء ثلاثة في ثلثه الأخير، في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # من صحيح أبي داود وهو كتاب السنن، وصحيح الترمذي، بالإسناد المقدم قال: عن أبي سَرِيحة(١) وزيد بن أرقم: أن رسول الله ÷ قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه».
  وعن سعد أن رسول الله ÷ قال لعلي #: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»، قال سعيد بن المسيب: أخبرني بهذا عامر بن سعد، عن أبيه، فأحببتُ أن أشافه به سعداً، فلقيته فقلت: أنتَ سمعت هذا من رسول الله ÷ فوضع أصبعيه على أذنيه وقال: نعم وإلا فاستكتا.
  ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي، وبالإسناد المقدم قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي بقراءتي عليه يرفعه إلى عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله ÷ يقول لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»، فأحببتُ أن أشافه بذلك سعداً، فلقيته فذكرت له ما ذكر لي عامر، فقال: نعم سمعته يقول، فقلت: أنت سمعته؛ فأدخل يديه في أذنيه، قال: نعم وإلا فاستكتا.
  وبالإسناد المقدم قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب يرفعه إلى عامر بن سعد أيضاً عن أبيه سعد عن النبي ÷ أنه قال لعلي #: «أنت مني
(١) فتح السين المهملة، وكسر الراء، وبالحاء المهملة. انتهى جامع أصول.