كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر من اشتهر بالقول بالعدل والتوحيد من رواة الأخبار]

صفحة 407 - الجزء 1

  ومنهم: عبدالله بن أبي لبيد الثقفي، كان ابن عيينة يقول: هو من عبّاد أهل المدينة، روى عنه الثوري، وابن عيينة، ومحمد بن إسحاق وابن جريح، ويحكى أن أبا جعفر المنصور مَرّ به فلم يتحرك له، فقال له: ما الذي منعك من القيام؟ فقال: خفت أن يسألني الله فيقول: لم قمتَ؟ ويسألك فيقول: لم رضيتَ؟ فأبقيتُ عليك وعلى نفسي، فقال له: انصرف.

  ومنهم: صفوان بن سَليم، قال ابن عيينة: كان ثقة، وكنت إذا رأيته علمت أنه يحبه الله، ومنهم: ابن أبي ذيب وكان ظاهراً بذلك، وروي عن مالك أنه كان يقول: لو سلم ابن أبي ذيب من رأيه في القدر ما كان على ظهر الأرض خير منه.

  ومنهم: محمد بن عجلان، وكان ممن خرج مع محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن $ فلما أراد عيسى عقوبته قيل: أرأيت لو فعل الحسن بن أبي الحسن مثل هذا أكنتَ تعاقبه؟ قال: لا، قيل: فهذا في أهل المدينة مثل ذاك في أهل البصرة.

  وروي عن أبي الأسود أنه رُميَ في الليل فاستعدى على جيرانه فقالوا: ما رميناكَ ولكن الله رماك، فقال: كذبتم لو رماني الله ما أخطأني.

  وروي أن جعفر بن سليمان أراد قطع يده فسمع ضجة بالمدينة، فقال: ما هذه الضجة؟ فقالوا: هذه ضجة الناس يدعون لابن عجلان، فلو أن الأمير عفا عنه كان أصلح، قال: فأطلقوه.

  ومنهم: ثور بن زيد، ومنهم: شمر بن عباد، ومنهم: محمد بن الحسن، ومنهم: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى جد القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد بن أبي يحيى - رضوان الله عليه -، ومنهم: الوليد بن كثير مولى بني مخزوم، ومنهم: صالح بن كيسان، ومنهم: أبو مودود القاضي، ومنهم: عبد الرحمن بن يمان، ومنهم: محمد بن إسحاق.

  وذكر عن شعبة أنه قال: لو أن أحداً ينبغي أن يسوّر بسوار الذهب لكان محمد بن إسحاق لحفظه، ويحكى عن الزهري أن محمد بن إسحاق دخل عليه يحادثه ثم قام، فقال الزهري: لا يزال بالمدينة عِلْم ما دام هذا الشاب بين أظهرهم.