[ذكر من اشتهر بالقول بالعدل والتوحيد من رواة الأخبار]
  ومنهم: محمد بن عبدالله بن مسلم الزهري(١)، وكان ممن خرج مع زيد بن علي $، ومنهم: أبو سهيل نافع بن مالك، عم مالك بن أنس، قال أبو عبد الرحمن الشافعي، عن محمد بن إدريس، عن إبراهيم بن محمد: كان أبو سهيل لا يرى برأينا في القدر.
  فأما أهل مكة؛ فمنهم: عمرو بن دينار، حكى ذلك العلاي عنه، وحكي عن عمر بن علي الباهلي، ومُرّ عليه برجل لببه حرس مكة فقال عمرو: ما لهذا؟ قالوا: تكلم في القدر، قال: أليس قد أضاف الخير إلى ربه والشر إلى نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فهو أولى بالحق منكم، فقالوا: ما يمنعك أن تكلم بهذا؟ قال: أخشى أن يُصْنع بي ما صُنِع بهذا.
  ومنهم: عبدالله بن أبي نجيح، قال يحيى بن سعيد: كان معتزلياً، وقال أيوب: أي رجل أفسدوه، فترك أيوب، ويقول: إن الفساد هو من المخلوقين.
  ومنهم: زكريا بن أبي إسحاق، وكان من أصحاب ابن أبي نجيح، ومنهم: سيف بن سليمان، ومنهم: معروف بن أبي معروف، ومنهم: إبراهيم بن نافع، ومنهم: مسلم بن خالد الزنجي، ومنهم: سليمان بن أبي مسلم صاحب ابن جريج، ومنهم: مجاهد بن جبر، ومنهم: سفيان بن عيينة، وكان يقول في عمرو بن عبيد: إنه لم ير أفضل منه، ومنهم: عبدالله بن طاووس، ومنهم: عطاء بن يسار.
  فأما أهل اليمن، فمنهم: وهب بن منبه، وقال ابن قتيبة: إنه كان يقول بالاعتزال، ومنهم: أخوه همام بن منبه، حكى عنه ذلك الجاحظ، ومنهم الوضين بن عطاء الصنعاني، وكان متكلماً، وقال أحمد بن حنبل: ليس به بأس، وكان ممن يتكلم بالقدر، ومنهم: بكر بن الشريد الصنعاني حكى عنه ذلك أبو حاتم الرازي.
(١) هو غير ابن شهاب الزهري، فإن ذلك كنيته أبو بكر، واسمه محمد بن مسلم. تمت حاشية.