[ذكر من اشتهر بالقول بالعدل والتوحيد من رواة الأخبار]
  فأما أهل الشام، فمنهم: مكحول بن عبدالله، وعن بعض القدرية أنه قال: لا يعلم أحد ممن يُنْسَبُ إلى القدر من التابعين أجلّ من الحسن ومكحول.
  ومنهم: محمد بن راشد صاحب مكحول، قال أبو حاتم: هؤلاء القدرية، وعن شعبة قال: هو معتزلي شيعي، ومنهم: عمر بن عبد العزيز، ومنهم: ثور بن يزيد الحمصي، وهو الذي شهد عند يزيد الناقص على الوليد بن يزيد بالكفر.
  ومنهم: برد بن سنان، ومنهم: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ومنهم: طلحة بن يزيد، ومنهم: يزيد بن يزيد، ومنهم: سعيد بن بشير، قال أبو حاتم: كانوا ينكرون عليه في القدر، وروى عنه ابن عيينة، ووكيع، والوليد بن مسلم، وعبد الرزاق.
  ومنهم: حسان بن عطية، ومنهم: يحيى بن حمزة، وقد مضى ذكره، ومنهم: العلاء بن حريث، وعبد بن أبي حكيم، وثابت بن ثور، وابنه عبد الرحمن، وأبو وهب، وعبد الرحمن السلمي، وأخوه عبدالله بن يزيد، ومحمد بن أبي سنان، ويحيى بن عبد العزيز.
  فأما أهل البصرة؛ فمنهم: الحسن بن أبي الحسن البصري، ويكنى أبا سعيد، وقد مضى ذكره، وكان أيوب يراجعه كثيراً في مذهبه إشفاقاً عليه فتعلّق بذلك أصحاب الحديث؛ وإلا فأمره أظهر من أن يفتقر إلى بيان، أو يحتاج إلى برهان، ورسالته إلى عبد الملك بن مروان مشهورة مضبوطة، ومن أصحابه جماعة خالفوه: كيونس بن عبيد، وسليمان التيمي، وأيوب، ولم يجسر أحد منهم أن يسأله عن شيء من ذلك فكيف يناظره.
  وعن أيوب: جالستُ الحسن أربع سنين لم أسأله عن شيء هيبة له، وذكر عمرو بن عبيد مسألة فقيل له: ما هكذا يقول أيوب ويونس وابن عوف والتيمي، فقال: أرجاس أنجاس، أموات غير أحياء وما يشعرون.
  ومنهم: مطرّف بن عبدالله، روي عنه أنه قال: اللهم رضينا بما قسمتَ لنا، فإن هذا السارق لم يرض بما قسم الله له فسرق فَقُطعت يده.