[ذكر أيام معاوية بن أبي سفيان ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
  الفريقين من أهل البيت $ في الصلاح والطهارة، وما خصّهم الله به من العلم والإفادة، وضدّهم بنقيض ذلك مما ارتكبوا من المحظورات، ووطئوا من المحذورات، وسفكوا من الدماء، وركبوا من الدهماء، وما عطل بهم من الأحكام، وارتكب من الآثام؛ لأن إيراد جميع ذلك يفتقر إلى كتب كثيرة، ومدة طويلة، ولكن القليل يدل على الكثير، وضوء البارق يشير بالنو المطير.
[ذكر أيام معاوية بن أبي سفيان ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
  فأول من بدَّل أحكام رب العالمين، وسعى في سفك دماء عترة خاتم المرسلين ÷ معاوية بن أبي سفيان، ثم من قفا منهاجه، ونسج على منواله، وحذا على مثاله من بني أمية إلى انقضاء مدتهم، ثم تبعهم من سلك سبيلهم، وتابع دليلهم من بني عمنا بني العباس إلى يومنا هذا، ومن الله سبحانه نستمد التوفيق والمعونة.
[ذكر سبب تخلي الحسن بن علي (ع) عن الأمر لمعاوية]
  تخلّى الحسن بن علي # ابن رسول الله ÷ وثمرة فؤاده، وريحانته من الدنيا، وفرخ فرخته الزهراء، وسلالة سلالة خديجة الكبرى، لمعاوية بن صخر قائد الأحزاب، سليل آكلة أكباد الشهداء؛ هند بنت عتبة، لما خذله أنصاره، وتخاونوا، بل خانه أولياؤه، وتناصح في عناده أعداؤه؛ سنة إحدى وأربعين لخمس بقين من شهر ربيع الأول، فبايع الناس معاوية؛ فسمي العام عام الجماعة.
  كما في سنة تسع وأربعين أظهر معاوية اللعين لعن علي # على المنابر، وسماه عام السنة، وقال: لأجرينّه حتى إذا قُطع قيل: قُطعت السنة، فصار أتباعه إلى يومنا هذا يسمون أنفسهم أهل السنة والجماعة، ويوهمون عوامهم أنها سنة النبي ÷ وقد أبى ذلك عليهم موالاتهم لأعداء عترة خاتم المرسلين، وانحرافهم عن الذرية الزاكين، الذين روينا فيهم ما لا نحصره في كتابنا هذا، وإنما نذكر ما يكون منبهاً.