كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام معاوية بن أبي سفيان ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]

صفحة 422 - الجزء 1

  من ذلك من أمالي السيد الإمام المرشد بالله يحيى بن الحسين # وبالإسناد المقدم ذكره منّا إليه، قال: أخبرنا الحسين بن أحمد بن علي بن الحسين التوزي القاضي بقراءتي عليه ببغداد، قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن عمران المرزباني، قال: حدثنا أبو حفص عمر بن داود بن عنبسة المعروف بابن بنان العماني، قال: حدثنا محمد بن عيسى الواسطي أبو بكر، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: حدثنا الحسين بن الحسن الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ¥ قال: لما نزلت: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣]، قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال: «فاطمة وولدها».

  وقد ورد الوعيد الشديد في من ظلم الأجير أجره - في آثار نحن نرويها - في حمل الزبل وتنقية البقل؛ فكيف بمن ظلم خاتم المرسلين أجره على الهداية إلى سلوك الصراط المستقيم، وحلول جنات النعيم، وتأدية الرسالة الشافية، ونصب الأدلة الكافية؛ فنعوذ بالله من الحيرة في الدين، ومشايعة المعتدين.

  فهل تعلم أيها الفقيه أن معاوية وفى إليه أجره بمودة ذريته؟ أفليس هو المعادي لهم في حياته، والموصي بذلك عند وفاته؟ وكيف قعد في مقعد ولد رسول الله ÷ وشبهه في خلقه وهديه وهيبته وسؤدده، السيد الطاهر الولي الحسن بن علي، الذي كان يمتطي رسول الله ÷ في صلاته، فإذا أراد بعض الناس تنحيته أشار اتركوه؛ فذكرنا ذلك في بعض شعرنا:

  ألم يكن والدي هُبِلْتَ متى ... صلى لديه امتطى على صُلُبِه

  ثم يشير اتركوه لا تَرَكَتْ ... لك الرزايا مالاً لمنتهبه

  ولما حمله وأخاه على عاتقيه من الحديقة التي كفلهما فيها جبريل # ونحن نرويه مسنداً، فأتى بعض الصحابة فقال: أخفف عنك أحد الغلامين يا رسول الله؟ قال: «دعهما فنعم المطية ونعم الراكبان»، فنظمه بعض أشياعهم رحمة الله