[ذكر سبب تخلي الحسن بن علي (ع) عن الأمر لمعاوية]
  عليهم بقوله(١):
  فسار وتحتهما عاتقاه ... فنعم المطية والراكبان
  وسبّ خير خلق الله بعد رسول الله ÷ علي بن أبي طالب # وسمّ سبط رسول الله ÷ الحسن بن علي # استطالة لأيامه، واستثقالاً لمقامه، وجفا الأنصار، وأمر بهجوهم فتحامى ذلك عليهم من يدين بالإسلام، لقول رسول الله فيهم وترحمه عليهم وعلى أبنائهم وأبناء أبنائهم؛ حتى ندب لذلك الخبيث النصراني الأخطل، فقال قصيدته المشهورة التي قال فيها:
  ذهبت قريش بالفضائل كلها ... واللؤم تحت عمائم الأنصار
  فغضب لذلك المسلمون المحقّون عموماً والأنصار خصوصاً، وقال النعمان بن بشير قصيدته المشهورة التي قال فيها:
  معاوي إلا تعطنا الحق تعترف ... لحا الأزد ملوياً عليها العمائم
  أيشتمنا عبد الأراقم جهرة ... وما ذا الذي يغنون عنك الأراقم
  فما لي ثار غير قطع لسانه ... فدونك من ترضيه عنك الدراهم
  وهي ثمانون بيتاً، ثم كشف عمامته، وقال: أترى لؤماً يا معاوية؟
  قال: ما أرى إلا كرماً، فلما ضاق خناقه أمر ولده يزيد بجواره وحفظه حتى ذهبت تلك الفورة.
  ولو علم أن الأمر ينتظم له برفض أمور الإسلام جملة والرجوع إلى عبادة
(١) هو للسيد الحميري، وقبله:
أتى حسناً والحسين الرسولُ ... وقد برزا ضحوة يلعبان
ففدّاهما وحيّاهما ... وكانا لديه بذاك المكان
وسار وتحتهما عاتقاه ... فنعم المطية والراكبان
تمت من ينابيع النصيحة للأمير الحسين بن بدر الدين ®.