كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام الحسن بن علي (ع)]

صفحة 431 - الجزء 1

  النبوية فكان ذلك أليق بالصواب، وأولى بأولي الألباب، فإنه ما حفظ حرمة معاوية إلا لحق الخؤولة:

  يا أمة ملك الضلال زمامها ... فتهالكت في خالها الملعون

[الإمام الحسن بن علي (ع)]

  بإزائه الحسن بن رسول الله ÷ أشبه الناس برسول الله ÷ من رأسه إلى سرته، يكنى أبا محمد، همَّ أمير المؤمنين # بأن يسميه حرباً لأنه كان يحب الحرب فسماه رسول الله ÷ حسناً، وقال: وحسين بعده، وأنت أبو حسن وحسين، وسماه سيداً، وقال: «إن ابني هذا سيد».

  وأمه فاطمة بنت رسول الله ÷ الحورية الإنسية، سيدة نساء العالمين إلا ما جعل الله لمريم بنت عمران، هذا رويناه مسنداً، تكنى أم أبيها، وأمها خديجة بنت خويلد التي جاءها الملك الروح الأمين برسالة الرب يقرئها السلام ويقول: ابشري ببيت⁣(⁣١) في الجنة من قصب لا وصب فيه ولا صخب، وتكنى أم هند بنت خويلد بن أسد بن عبد العُزَّى بن قصي.

  ولد للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة عام أحد بعد الوقعة،


(١) قال ابن حجر في فتح الباري شرح البخاري في الجزء السابع صفحة (١٣٨) في فضائل أم المؤمنين خديجة بنت خويلد (ع) ما لفظه: وفي ذكر البيت معنى آخر لأن مرجع أهل بيت النبي ÷ إليها لما ثبت في تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}⁣[الأحزاب: ٣٣]، قالت أم سلمة لما نزلت: دعا النبي ÷ فاطمة وعلياً والحسن والحسين فجلَّلهم بكساء وقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي ... الحديث»، أخرجه الترمذي وغيره.

ومرجع أهل البيت هؤلاء إلى خديجة؛ لأن الحسنين من فاطمة، وفاطمةُ بنتها، وعلي نشأ في بيت خديجة وهو صغير ثم تزوج بنتها بعدها، فظهر رجوع أهل البيت النبوي إلى خديجة دون غيرها. انتهى المراد.

قلت: وأخرج حديث الكساء: مالك ووكيع وأحمد بن حنبل وإسحاق ومسلم وأبو داود وعامة المحدثين وأهل البيت، وقد استوفيت ذلك في شرح الزلف صفحة (٢٣٤) والله ولي التوفيق. تمت إملاء الإمام الحجة/مجدالدين المؤيدي #.