[الإمام الحسن بن علي (ع)]
  وعقّ عنه رسول الله ÷ بكبش وأمر بحلق رأسه وتصدق بوزنه ورقاً على المساكين، فنحن على ذلك إلى الآن ومن احتذى بحذونا من المسلمين، وكان أبيض اللون حسن الوجه، فصيح اللسان، نحله رسول الله ÷ هيبته وسؤدده.
  وقعت بيعته يوم الاثنين لثمان بقين من شهر رمضان سنة أربعين بعد دفن أمير المؤمنين # وبعد ارتقائه المنبر وخطبته الخطبة المشهورة، فلما فرغ منها قام عبدالله بن العباس ¥ بين يديه يدعو الناس إلى بيعته ويأخذها عليهم، فبايعه بنو هاشم والمهاجرون والأنصار ورؤساء القبائل خصوصاً، والقبائل عموماً، كقيس بن سعد بن عبادة، وسليمان بن صرد الخزاعي، والمسيب بن نَجَبَة(١) الفزاري، وسعيد بن عبدالله الحنفي، وحجر بن عدي الكندي، وعدي بن حاتم، ومن لو استقصيناه لطال به الكتاب، وجاءته بيعة الأمصار مع مكة والمدينة - حرسهما الله تعالى - وزاد للمقاتلة مائة مائة، وهو أول من سن ذلك، وتبعه مدّعو الخلافة في ذلك، وسمي المال مال البيعة إلى يوم الناس هذا.
  واضطرته بعد ذلك الموانع المعروفة، والحوادث المشهورة، من وثوب أصحابه عليه(٢)، وانتهابهم بيت ماله وجراحتهم له بالحديد يريدون قتله،
(١) نجبة بفتح النون والجيم والموحدة الكوفي: مخضرم، يروي عن علي # قُتِل سنة خمس وستين. انتهى من الخلاصة.
(٢) قال ¦ في التعليق: وقد اعترف ابن حجر في شرح الهمزية بتفرق الناس، وانتثار النظام عن الحسن بن علي #. ورواه الحاكم في المستدرك [المستدرك (٣/ ١٩٠) رقم (٤٨٠٧)].
واعترف به المقبلي في أبحاثه في توجعه على الحسين بن علي، وذمه أهل العراق بأنهم قتلوا أباه، وخذلوا أخاه، ذكر هذا المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير ¥.
وروى الإمام أبو طالب # بسنده إلى هلال بن حباب قال: خطب الحسن بن علي # في المدائن فقال فيها: (يا أهل الكوفة والله لولم تذهل نفسي عنكم إلا لثلاث لذهلت: لقتلكم أبي، وطعنكم فخذي، وانتهابكم ثقلي)، ورواه المسعودي في مروج الذهب مرسلاً. وقد روى نحو خطبة الأصل الذهبي عن ابن دريد.
وروى أبو علي الصفار، والكنجي عن أبي الطفيل قال: خطب الحسن بعد وفاة علي، وذَكَرَهُ، فقال: =