كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام الحسن بن علي (ع)]

صفحة 435 - الجزء 1

  الصبر والحمية، فقد شيب الصبر بالجزع، وشيبت الحمية بالعداوة، وإنكم أصبحتم اليوم بين باكيين: باكٍ يبكي لقتلى صفين خاذل، وباكٍ يبكي لقتلى النهروان ثائر، وإنكم قد دُعيتم إلى أمر ليس فيه رضى ولا نصفة، فإن كنتم تريدون الله واليوم الآخر حاكمناهم إلى ظبات السيوف وأطراف الرماح، وإن كنتم تريدون الحياة الدنيا أخذنا لكم العافية.

  فتنادى الناس من جوانب المسجد: البقية البقية.

  واختلف في مبلغ عمره، قيل: توفي وله سبع وأربعون سنة، وقيل: ست، وقيل: خمس، ومات مسموماً، سمّته امرأته جعدة بنت الأشعث الكندي باحتيال معاوية اللعين عليها وبذله لها مائة ألف وتزويجها من يزيد.

  لما جرت بينها وبين الحسن # وحشة، اغتنم الفرصة وأمر إليها أن الحسن يطلقك فيلزمك عار الطلاق ولا تفوزين منه بالمعاشرة فهذا المال ويزيد؛ فوفى لها بالمال ولم يفِ لها بالزواج، وقد كان سُقي السم قبل ذلك مرتين، فلقي الله وله أجر الشهداء.

  تأسّ فكم لك من أسوة ... تبرّد عنك غليل الحزن

  بموت النبي وقتل الوصي ... وقتل الحسين وسمّ الحسن

  وقبره بالمدينة مشهور مزور إلى جنب أمه فاطمة @ فما حال قبر معاوية اللعين؟! وليت شعري من يزوره، وقد كان الحسين # علم على قبره إلى جنب أبيه رسول الله ÷ فلبس مروان السلاح طريد رسول الله ÷ اللعين بن اللعين، واستجاش بني أمية وبقية الأحزاب من قريش؛ فمال الناس على الحسين # شافعين في أن لا يفعل وينفذ وصية الحسن، لأنه قال: اقبروني إلى جنب جدي رسول الله ÷ إلا أن تخافوا أن يهراق على قبري محجمة دم فاقبروني إلى جنب أمي فاطمة.

  وقالوا: يا أبا عبدالله أنفذ وصيته، فقد حقن الدماء حياً وميتاً؛ فصلى الله