[الإمام الحسن بن علي (ع)]
  وملائكته عليه، فساعدهم إلى ذلك، ومروان ينفض رأسه في الدرع ويقول:
  يا رب هيجاء هي خير من دَعَة
  والله يا بني هاشم ما أنصفتمونا، يقبر عثمان بالبقيع والحسن إلى جنب رسول الله ÷ والله لا كان ذلك ومنا عين تطرف.
  فهذا أيضاً أوجب له الفقيه شفاعة رسول الله ÷ في حلول جنات النعيم والعيش السليم، ورسول الله ÷ لعنه وأباه، وطردهما على إفشاء سره من سباخ المدينة وحرارها، ولم يقبل فيهما شفاعة الشافعين؛ فكيف يمنعهما جوار المدينة، ويسمح لهما برياض الجنة؟! أين العقول السليمة؟! فتأملوا يا أولي الألباب، والحديث ذو شجون.
  ومات معاوية اللعين بدمشق سنة ستين يوم الخميس لثمان بقين من رجب، وكانت ولايته من حيث صفاء الأمر بتخلي الحسن # إلى موته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وسبعة وعشرين يوماً.
  وبايع الناس يزيد الرجس بعد موت معاوية بلا فصل.
  فأما ابتداء إظهاره الأمر ليزيد ومحاولته عقد البيعة له فمن سنة ست وخمسين، وأمر إلى الدعي زياد الذي جعله له أخاً من العهر فحاز بذلك منزلة الكفر، فكفر بذلك عند المحصلين من علماء الإسلام بادعائه، أَمَرَ إليه يشاوره في عقد البيعة ليزيد، وهو يومئذ يلعب بالكلاب، ويشرب الخمر، ويسمع الغناء، لا شغل له إلا ذلك.
  وكان زياد لا يصطلى بناره خبثاً ودهاءً، فعظم عليه الأمر لاستبعاده أن يقع ممن يدعي الإسلام إلى مثل ذلك مساعدة، وكره أن يكسر نفس معاوية في ولده، فأمر إليه يأمره بالأناة في أمره، وذكر لنصحائه أن فيه هنات لا نأمن لأجلها نفار الأمة عن ذلك، ودسّ إليه من يشير عليه بترك تلك الهنات، ويعلمه بعظم حال الخلافة.
  وكان معاوية يعطي الجزيل على بيعته، ويتألّف ويصانع، فانتظم له الأمر من