[الإمام الحسن بن علي (ع)]
  أكثر الأمة، والأكثر هو المذموم كما قال الله تعالى: {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ}[الأعراف: ١٠٢]، وكما قال تعالى: {وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ٧٠}[المؤمنون]، وكما قال عز من قائل: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ١٠٣}[يوسف].
  وتخلّف القليل المحمود كما قال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ١٣}[سبأ]، وقال تعالى: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ٤٠}[هود]، وقال سبحانه: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}[النساء: ٦٦].
  وعيونهم الخمسة المشهورون: الحسين بن علي # وعبدالله بن عمر، وعبدالله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبدالله بن عباس، وأصل ذلك كله بعناية المغيرة بن شعبة، لأنه الساعي في صرف هذا الأمر عن أهل البيت $ أولاً وآخراً، حتى قال: أنا أوّل من صرف الأمر عن أهل هذا البيت، وذلك أني أتيت يوم وفاة رسول الله ÷ وأبو بكر لازم للباب، فقلت: ما وقوفك هاهنا؟ قال: أنتظر علي بن أبي طالب يخرج فنبايعه، فقد سمعنا فيه من رسول الله ÷ ما سمعنا.
  فقال: أنشدك الله في الإسلام وأهله، والله لئن فعلتم ذلك لتكوننّ قيصرية وكسروية، ولينتظرنّ بها الجنين في بطن أمه، قال: فلم يقبل قولي.
  فذهبت إلى عمر فلقيته، فقلت: الله الله في الإسلام، إني لقيت أبا بكر وهو ينتظر علياً وقال: كذا وكذا، وقلت: كذا وكذا، والله لئن فعلتم هذا لينتظرنّ بها الجنين في بطن أمه، ولتكونن كسروية وقيصرية.
  قال: وخفّ معي عمر، وكان أبو بكر لا يكاد يخالفه، فما زال يفتله على الذروة والغارب حتى أخذ بيده وسارا إلى سقيفة بني ساعدة، وكان ما علمه الناس.
  ولما أراد معاوية عزله من ولاية الكوفة أتى إليه المغيرة بنفسه واستعفاه من الولاية وقال لكبر سنه، فاغتنمها معاوية وفرح بذلك، فأجابه إلى ما سأل من الإعفاء، فلما تحقق ذلك دخل إليه فقال: إني كنت قررت قواعد خلافة يزيد بن