كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حكم أمير المؤمنين (ع) في معاوية]

صفحة 441 - الجزء 1

  والمشركون، حكى ذلك الحكيم سبحانه في الكتاب الكريم، {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ٨}⁣[الصف]، والله متم نوره ولو كره المشركون، فلا يكره ظهور دين الله ويحاول إطفاءه إلا الكافرون والمشركون.

  ومن كتاب لعلي # إلى معاوية جواباً عن كتاب كتبه إليه: (من علي بن أبي طالب إلى معاوية بن أبي سفيان، أما بعد: فإن الله قد حال بينك وبين أن يصلح لك أمراً، فأنت ابن صخر اللعين بن اللعين⁣(⁣١)، يزن الجبال حلمك، ويفصل بين أهل الجهل علمك، زعمتَ ذلك، وأنت المنافق الجافي الأغلف القلب، القليل الفقه في الدين؛ فإن كنتَ صادقاً فيما تقول ويسطر لك عمرو بن العاص فدع الناس لا يقتتلوا وتيسر لما دعوتني له من الحرب واصبر للضرب، وأعدّ لمبارزتي واعف الفريقين من القتال، وهلّم لتعلم أينا الشاك في دينه، المُرَان على قلبه، المغطى على بصره؛ فأنا أبو الحسن قاتل جدك وخالك يوم بدر، وذلك السيف بيدي وبه ألقى عدوّي.

  فهذي فضائل تعرضت أيها الفقيه لنشرها لوليك معاوية ممن شهدت الأمة بفضله وكماله وشرف جلاله، وإنما الخلاف هل شركه غيره أم لا، فقد لعنه علي # وحكى نفاقه وجفاوته، وأنه أغلف القلب، قليل الفقه.

  فأي خصلة بقيت فيمن هذه حاله من الخير إلا أن يقابل قوله # بالرد، ولولا كراهة التطويل لذكرنا سند ذلك مفصلاً متصلاً، ولسنا نروي هذه الحكايات وغيرها مما يجانسها عمن يقول إنه إذا فعل المعاصي وارتكب المخازي وكذب على الله ورسوله وعادى ذرية نبيه دخل الجنة؛ بل من الثقات الأولياء


(١) قال ¦ في التعليق: ومن كتاب يعني إلى معاوية رواه نصر بن مزاحم: (ولست من أئمة هذه الأمة، ولامن رعاتها، واعلم أن هذا الأمر لو كان إلى الناس أو بأيديهم لحسدوناه، ولأمتنوا علينا به، ولكنه قضاء ممن منحناه واختصنا به على لسان نبيه الصادق المصدَّق لا أفلح من شك بعد العرفان والبينة) تمت من شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد |.