كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر رؤيا هند بنت عتبة وتعبير الرسول - ص - لها]

صفحة 442 - الجزء 1

  الذين يقولون: إن الكبائر توجب الخلود في النار، وإن الكذب من الكبائر، وإن أقبحه وأعظمه الكذب على الله ورسوله وعلى أئمة الهدى - سلام الله عليهم - إلا أن يكون لا يؤتمن على الرواية غيرك لفضلك وطهارتك ومحبتك لآل الرسول الذين قلتَ في رسالتك إنك لا تعرفهم، وصدقت أنك لا تعرفهم اليوم ولا غداً.

  فأما أنت فيعرفونك وأمثالك بالرفض، وقلّة الإنصاف، وفي الأعراف من ذروة الأعراف؛ فأعدد الجواب، وبماذا يجيب المصاب.

[ذكر رؤيا هند بنت عتبة وتعبير الرسول - ص - لها]

  ومن كتاب المصابيح لأبي العباس الحسني # قال: أخبرنا علي بن داود بن نصر، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سلام، قال: حدثنا أحمد بن راشد، عن سعيد بن خثيم، قال: حدثنا الوليد بن القاسم، عن علي بن أبي طلحة، عن كريب، عن ابن عباس، عن عائشة، قالت: جاءت هند بنت عتبة إلى النبي ÷ بعدما أسلمت فقالت لعائشة: يا بنت أبي بكر إني رأيتُ رؤيا هالتني أحببت أن يعبرها لي رسول الله ÷ فيفسرها لك، قالت لها هند: ولا تعلمي رسول الله ÷ أني رأيت الرؤيا أخفي عنه اسمي؛ فجاء رسول الله ÷ فقالت: يا رسول الله هاهنا امرأة من إحدى المسلمات رأت رؤيا أحبت أن تعبرها لها، فقال رسول الله ÷: «أمن نساء المهاجرين؟»، قالت: لا، قال: «أمن نساء الأنصار؟»، قالت: لا، قال: «أفمن نساء قريش؟»، قالت: نعم، قال: «قولي، فلتقصص رؤياها»، قالت: رأيتُ كأن الشمس طلعت فوقي، قال: هيه، قالت: ورأيتُ القمر يخرج من فرجي، قال: هيه، قالت: ورأيت كأن كوكباً خرج من القمر أسود فشد على شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعها فاسود الأفق لابتلاعها، ثم رأيتُ كواكب بدت في السماء، وكواكب مسودة في الأرض، إلا أن المسودة أحاطت بالأفق من كل مكان.

  فاكتحلت عين رسول الله ÷ بدموعه، ثم قال: «أهند هي؟»، قالت: