[دلائل ظاهرة على إسلام أبي طالب |]
  وحتى نرى ذا الضغن يركب ردعه ... من الطعن فعل الأنكب المتجاهل(١)
  لقد علموا أن ابننا لا مكذب ... ولا هو معني بقول الأباطل
  وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل(٢)
  يلوذ به الهُلاَّك من آل هاشم ... فهم عنده في نعمة وفواضل
  وقوله:
  وبالغيب آمنا وقد كان قومنا ... يصلّون للأوثان قبل محمدِ
  وفي أخرى:
  ألم تعلموا يا قوم أن محمداً ... نبيٌ كموسى خطّ في أول الكتب
  فهذه دلائل ظاهرة على إيمانه لا يمكن إنكارها مع إجماع أهل البيت $ على ذلك(٣)، فأين ذلك من صخر بن حرب، محزّب الأحزاب، ومخالف حكم
(١) قول: يركب ردعه: يقال ركب ردعه إذا خر صريعاً لوجهه، والأنكب الذي يمشي على شِقّ. انتهى من هامش سيرة ابن هشام.
وفي القاموس: ركب ردعه: خَرّ لوجهه على دمه. انتهى، فيكون المراد بالردع هنا الدم. انتهى من الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.
(٢) قوله: ثمال اليتامى: الثمال ككتاب: الغياث الذي يقوم بأمر قومه، وقد ثملهم يثملهم من باب ضرب ونصر. انتهى من الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.
(٣) قال ¦ في التعليق: قال ابن أبي الحديد: القول بإسلام أبي طالب: قول الإمامية، وأكثر الزيدية. قال: وقد روي عن علي بن محمد الباقر أنه سئل عما يقوله الناس في إيمان أبي طالب؟ فقال: لو وزن إيمان أبي طالب، وإيمان هذا الخلق لرجح إيمانه، ثم قال: ألم تعلموا أن أمير المؤمنين علياً # كان يأمر أن يحج عن عبدالله وأبيه، أبي طالب في حياته ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم.
وما رواه مسلم أهون أهل النار عذاباً أبو طالب ... إلخ، فسنده إلى النعمان بن بشير القاسط مع معاوية لعنهما الله تعالى فلا يعول عليه مؤمن.
وقيل: إن حديث الضحضاح طرقه كلها إلى المغيرة بن شعبة لعنه الله، انتهى من شرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة. وعنه ÷: «إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي، وأمي، وعمي أبي طالب ... إلخ» أخرجه تمام =