كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[تاريخ وفاة يزيد وقصتها]

صفحة 480 - الجزء 1

  وتمثل بأبيات ابن الزِّبَعْرَى:

  ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل

  وزاد فيها:

  لأهلّوا واستهلوا فرحاً ... ثم قالوا يا يزيد لا شلل

  لستُ من عتبة إن لم أنتقم ... من بني أحمد ما كان فعل

  فقال له بعض القائلين: نحّ قضيبك عن فمه فأشهد لقد رأيتُ رسول الله ÷ يقبّل موضع قضيبك منه.

  وروى السيد أبو العباس الحسني ¦ رفعه إلى ابن عباس، قال: اشتدّ برسول الله ÷ مرضه الذي مات منه، فحضرته وقد ضمّ الحسين # إلى صدره يسيل من عرقه عليه وهو يجود بنفسه وهو يقول: «ما لي وليزيد لا بارك الله في يزيد، اللهم العن يزيد»، ثم غشي طويلاً وأفاق، فجعل يقبّل الحسين وعيناه تذرفان، ويقول: «أما إن لي ولقاتلك مقاماً بين يدي الله».

[تاريخ وفاة يزيد وقصتها]

  وتوفي يزيد في صفر سنة أربع وستين بموضع يقال له: حوارين، وحُمل إلى دمشق فدفن بها، وصلى عليه ابنه معاوية، وفي وفاته قصص تخرجنا عن قصد الاختصار، وعلى الجملة فإنه سكر ورقص وسقط فقيل أصاب رأسه الهاون فانصدع، وقيل: اندقت عنقه، وقيل فيه:

  أبني أمية إن آخر ملككم ... جسد بحوارين ثَمّ مقيم

  جاءت منيّته وعند وساده ... زِقّ وكوب زاعف مرثوم⁣(⁣١)


(١) قوله زق: الزِق بالكسر السقاء، أو يجز جلد ولا يُنْتَفْ، للشراب وغيره، جمعه أزقاق وزقاق وزقّان. انتهى من القاموس. قوله: وكوب: الكُوب كوز لا عروة له، أو لا خرطوم له، والزاعف: القاتل، والمرثوم: الملطّخ بالدم. أفاده القاموس.