[تاريخ وفاة يزيد وقصتها]
  وتمثل بأبيات ابن الزِّبَعْرَى:
  ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
  وزاد فيها:
  لأهلّوا واستهلوا فرحاً ... ثم قالوا يا يزيد لا شلل
  لستُ من عتبة إن لم أنتقم ... من بني أحمد ما كان فعل
  فقال له بعض القائلين: نحّ قضيبك عن فمه فأشهد لقد رأيتُ رسول الله ÷ يقبّل موضع قضيبك منه.
  وروى السيد أبو العباس الحسني ¦ رفعه إلى ابن عباس، قال: اشتدّ برسول الله ÷ مرضه الذي مات منه، فحضرته وقد ضمّ الحسين # إلى صدره يسيل من عرقه عليه وهو يجود بنفسه وهو يقول: «ما لي وليزيد لا بارك الله في يزيد، اللهم العن يزيد»، ثم غشي طويلاً وأفاق، فجعل يقبّل الحسين وعيناه تذرفان، ويقول: «أما إن لي ولقاتلك مقاماً بين يدي الله».
[تاريخ وفاة يزيد وقصتها]
  وتوفي يزيد في صفر سنة أربع وستين بموضع يقال له: حوارين، وحُمل إلى دمشق فدفن بها، وصلى عليه ابنه معاوية، وفي وفاته قصص تخرجنا عن قصد الاختصار، وعلى الجملة فإنه سكر ورقص وسقط فقيل أصاب رأسه الهاون فانصدع، وقيل: اندقت عنقه، وقيل فيه:
  أبني أمية إن آخر ملككم ... جسد بحوارين ثَمّ مقيم
  جاءت منيّته وعند وساده ... زِقّ وكوب زاعف مرثوم(١)
(١) قوله زق: الزِق بالكسر السقاء، أو يجز جلد ولا يُنْتَفْ، للشراب وغيره، جمعه أزقاق وزقاق وزقّان. انتهى من القاموس. قوله: وكوب: الكُوب كوز لا عروة له، أو لا خرطوم له، والزاعف: القاتل، والمرثوم: الملطّخ بالدم. أفاده القاموس.