[ذكر أيام مروان بن الحكم]
  وكانت آخر جمعة جمعها، وقيل سمّته بنو أمية.
  ولقيته أمه وقد شاع الخبر فقالت: أنت الساب أباه على المنبر؟ قال: نعم، قالت: فليت أنك كنت حيضة، قال: وأنا والله الذي لا إله إلا هو وددت أني كنت حيضة ولم أعلم أن لله ناراً يدخلها من عصاه.
  وتوفي ¦ وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، وصلى عليه خالد بن يزيد، ودفن بدمشق، وكان يكنى أبا ليلى، وهو الذي قال فيه الشاعر:
  والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
[ذكر أيام مروان بن الحكم]
  ثم قام بالأمر بعده مروان بن الحكم، وهو طريد رسول الله ÷ وأبوه الحكم، وإيواء عثمان له ولأبيه أحد أحداثه التي عدّها عليه المسلمون فقتلوه لأجل ذلك، وهو الذي أشار على الوليد وهو والي المدينة بقتل الحسين #، وهو الذي منع بني هاشم من قبر الحسن بن علي # إلى جنب جدّه رسول الله ÷، وهو الذي بايع علياً # ثم نكث البيعة مع أهل الجمل(١)، وأُسر في الوقعة
(١) قال ¦ في التعليق: وهو الذي قال حين اختلفت السيوف بين أصحابه وأصحاب الضحاك، وندرت الرؤوس:
وما ضرهم عند حين النفوس ... أي غلامي قريش غلب
وهذا يدل على ضعف عظيم.
قال الحسن السبط # لمروان: (والله لقد لعنك رسول الله ÷، وأنت في صلب أبيك) رواه الكنجي بإسناده إلى أبي يحيى الأعرج، وقال: أخرجه الطبراني.
وقال أبو عمر بن عبد البر روي عن عائشة من طرق كثيرة ذكرها ابن أبي خيثمة، وغيره [أنها] قالت لمروان: (أما أنت يامروان فأشهد أن رسول الله ÷ لعن أباك وأنت في صلبه).
وروى بإسناده إلى عبدالله بن عمرو أن رسول الله ÷ قال: «يدخل عليكم رجل لعين» قال: فدخل الحكم بن أبي العاص، انتهى من الاستيعاب له باختصار.
وذكر أبو عمر قول ابن حسان في عبد الرحمن بن الحكم يهجوه:
=