كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام عبدالملك بن مروان ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]

صفحة 483 - الجزء 1

  وجيء به إلى علي # فلما رآه قال:

  فإمّا تثقفوني فاقتلوني ... وإن أسلم فلست إلى خلود

  فقام الحسن بن علي # وشفع فيه، ومدّ يده إلى أمير المؤمنين # وقال: هو يبايعك يا أمير المؤمنين، فنفح يده وقال: أمطها عني فإنها كفّ يهودية، أفليس قد بايعني في المدينة؟ قال: بلى، قال: فأمطها عني، أما والله لتكوننّ له إمرة كلعقة الكلب أنفه، وإنه لأبو الأكبش الأربعة.

  وبويع في الجابية في رجب سنة أربع وستين، وجددت له البيعة في ذي القعدة من سنة أربع أيضاً، قيل: توفي بالطاعون، وقيل: قتلته امرأته أم خالد وهو أظهر القولين، وصلى عليه ابنه عبدالملك، توفي سنة خمس في شهر رمضان، وكان قصيراً دقيقاً أوقص⁣(⁣١).

[ذكر أيام عبدالملك بن مروان ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]

  وقام بالأمر بعده ولده عبد الملك بن مروان، وكان وليّ عهده، يكنيه أولياؤه أبا الوليد وأبا مروان، وكنيته اللازمة رشح الحجر لبخله، وأبو الذباب لبخره، وكان أفوه مفتوح الفم مشبك الأسنان بالذهب، وهو المجهِّز الجنود العظيمة إلى حرم الله وحرم رسوله، ورامي الكعبة بالمجانيق، وأمر بهدمها وردها على أساس الجاهلية بعد أن كان ابن الزبير بناها على أساس إبراهيم وإسماعيل @


=

إن اللعين أبوك فارم عظامه ... إن ترم ترم مخلجاً مجنوناً

يمشي خميص البطن من عمل التقى ... ويظل من عمل الخبيث بطينا

وقال ÷ في مروان لما أدخل ليحنكه فلم يفعل: «ويل لأمتي من هذا، وولد هذا» أخرجه ابن عساكر. وكذا قال ÷ فيه وقد أدخل إليه ليدعو له: «هو الوزغ بن الوزغ الملعون بن الملعون» رواه الحاكم عن عبد الرحمن بن عوف، وصححه. ذكر هذا الألوسي في (صادق الفجرين) وذكر أن مروان كان من أشد الناس بغضاً لأهل البيت، وهو الساب للحسنين، والمشير بقتل الحسين إلى عامل المدينة عند موت معاوية.

(١) أي مكسور العنق.